المسلم

 

 

لسماحة آية الله العظمى الإمام الرحل السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته

تمهيد:

اجتاحت الساحة الإسلامية ابان فترة الخمسينات والستينات من القرن المنصرم عواصف أخلاقية وعقائدية وتشكيكات فلسفية نتيجة لانحراف شعوب أخرى وكبرى في نفس الوقت تركت أثرها الواضح على المجتمعات الإسلامية فوجدت من ثقف لها وأشاع مرتكزاتها ونتائجها الوقتية القصيرة الأمد في النجاح وتكوين إمبراطوريات عملاقة كالاتحاد السوفيتي واشاعة الثقافة الشيوعية التي أخذت من الشباب المسلم الكثير وبخاصة وأنها تلقته لقمة سائغة غير محصن بعقيدة إسلامية صحيحة ولا بفكر دين وقويم فكثر أتباع تلك العقيدة والتجمعات وأصدرت النشرات الدعائية ممهدة لغزوا ثقافي عملاق قطف ثماره بعد ذلك شعب ترك اصالته وتراثه الاجتماعي ليستورد لنفسه مزيج من ثقافات شتى اختلط فيها الحابل بالنابل وكانت الخاتمة ما يلاقيه المسلمون اليوم من تمزق وضعف بل وذل وياللاسف:-

 

لماذا انتصرت إسرائيل:-

هنا نتساءل لماذا انتصرت إسرائيل وما هي إلا شرذمة صغيرة قامت على أنقاض ديانة زورت ولم يبقى من أصلها الصحيح إلا اليسير؟

ويمكننا القول إن ابرز الخصال التي ساعدت على انتصار اليهود طيلة العقود الغابرة هي التعصب الشديد لقيم التراث اليهودي والنزعة الدينية التي وضع أساسها أحبار اليهود منذ القدم.

أقول: عندما تأتي الفتن والرياح العاتية الجامحة بكل من يقف أمامها يجب على المتصدين لها الثبات وعدم الفرار من السيل الجارف والعمل لإنقاذ المسلمين والرجوع بهم إلى أصالة الإسلام والتعاليم النبيلة لذى فلقد انبرى  لهذا الأمر جلة من العلماء الأعلام وبجهاد حثيث لتمركز الثقافة الإسلامية عبر سلسلة من الكتابات في ذلك الوقت وإصدار نشرات  تلائم كافة الطبقات وبحسب مستواها فنجد الكتب المعمقة في الفلسفة والاجتماع لذوي الاختصاص في ذات الوقت أصدرت كتيبات صغيرة لملائمة مستوى عامة الناس البسطاء والذين لم يكونوا يعرفوا من دينهم شيئا مجرد الاسم أنهم  مسلمون ومن هنا نجد كتاب (المسلم )  بقلم علم من أعلام الدين سماحة أية الله الإمام الراحل  محمد المهدي الحسيني الشيرازي (قدس سره) والذي يتميز بوجازة العبارة وبساطتها وبعدها عن التعقيد اللفظي و المعنوي وبما يتلائم  وذوق القارئ البسيط ليصب في ذات الهدف المتقدم والذي يكشف لنا مدى الفراغ العقائدي ابان تلك الحقبة وابسط مثال على ذلك ما يستفتحه الكتاب في التمهيد وهي عبارة (اعلم أيها الأخ انك مسلم) وسأطوي عن التعليق دونها كشحا، لدلالتها على المطلوب.

وبعدها أي بعد إن يذكّر المسلمين بإسلامهم  يبين الحكم الشرعي الذي يوجب عليهم معرفة أصول دينهم وفروعه وأخلاقه ليصل إلى النتيجة وبعد ذلك وهو السعادة في الدارين الدنيا والآخرة بواسطة تفصيل بسيط لكل جانب.

 

عدد الصفحات: 55

الحجم: رقعي 14×20

المطبعة: الآداب ـ النجف الأشرف 1383 هـ ـ 1963 م.