الصوم

 

 

كتاب الصوم

لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله كتبه في 17 شعبان المعظم سنة 1378 هـ في كربلاء المقدسة.

 

الصوم من أهم العبادات التي فرضها الله سبحانه على عباده ممتحناً بذلك صبرهم وطاعتهم له سبحانه ليستحقون بذلك النعيم السرمدي والرضوان الألهي الأكبر.

والصوم كعبادة لا يتوقف على الفوائد الأخروية المتمثلة بالرضوان والجنة فالفوائد الدنيوية كثيرة ومتشعبة سواء الصحية منها أوالاجتماعية والاقتصادية بل ربما السياسية كذلك، لذلك كثير ممن كتب حول هذا الموضوع بل هنالك من اختص بنوع معين منه كالفائدة الصحية للصيام مثلاً أو البعض الاخر اهتم بالجانب الاجتماعي من تنظيم وحرية وسيطرة اجتماعية وغيرها ومن الذي كتبوا حول الصوم وفوائدة سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي حفظ الله وقد كتبه أثناء وجوده في كربلاء المقدسة.

 

الهدف من الكتاب:

ينص المؤلف على ان الهدف من مؤلفه هو التحريض على صيام شهر رمضان المبارك فيتم له ذلك ذلك التحريض عن طريق تبيان بعض فوائد الصيام الأخلاقية والروحية والاجتماعية والجسمية وما إليها مع إشارة رائعة يوردها وهي إن الصوم عبارة عن امرٍ تعبدي الواجب علينا الاتيان به سواء عرفنا فوائده ام لم نعرفها فهو كصلاة الصبح نأتي بها ركعتين ولا نعرف لماذا فنحن عبيد علينا الامتثال لأوامر المولى سبحانه سواء عرفنا السبب أم لا.

 

مع أبحاث الكتاب:

المبحث الاول: وهو بحث فقهي يورده المؤلف على سبيل التعريف بالصوم لغة وشرعاً وبما انه كف النفس عن اتيان المفطرات فإنه يبدأ بأيراد المفطرات العشرة مع بعض الشرح عليها.

 

المبحث الثاني: ويخصصه لفوائد صيام رمضان فربما يكون هذا المبحث هو الغاية من الكتاب لهذا نلاحظ اهتمام المصنف واضحاً كما وأنه لا يذكر جميع فوائد الصيام لان تلك خارج عن نطاق حصره فكل يوم يبتكر العلم شيئاً جديداً حوله لذلك قال المصنف سوف اورد نموذجاً منها:

 

أولاً: الفوائد الروحية

تجد الابحاث فيه مغتضبة جداً بما يتلائم وحجم الكتاب الذي لا يتجاوز عدد أوراقه الثمان والستون صفحة، فمثلاً عندما يتكلم المؤلف حول فائدة النظام فانه لا يعدوا الا أن يشير أليها اشارة بسيطة بقوله (إنا نرى المسلمين يتناولون الافطار في وقت واحد، كما يمسكون عن المفطرات في آن واحد ايظاً).

ونجد نفس الأمر عند ما يشير إلى فائدة المساواة في الاحساس بالجوع وكذلك صلة الرحم

الخلاصة: مجمل بحث الفوائد الروحية هي فوائد اجتماعية تبعث المجتمع نحو التنظيم والمساواة الحرية والسعادة كما وانه يختتم هذا المبحث بتطبيق هدفه من الكتاب وهو التحريض على الصيام فتلاحظ العبارات المتزاحمة الدالة على ذلك إلى نهاية المبحث.

 

ثانياً: الفوائد الصحية

ويبتدأ هذا المبحث بتمهيد صغير هو عبارة عن انطلاقه من الفوائد الاجتماعية إلى الصحية والتي يورد منها ابتداءاً عشرة ولأهميتها نوردها.

1ـ يطيل العمر.

2ـ يهذب أجهزه الجسم.

3ـ يريح الجسد من عناء العمل المتواصل.

4ـ انه مفيد لأمراض القلب.

5ـ انه مفيد لضغط الدم.

6ـ انه يصلح البول السكري.

7ـ انه يقي النفس من أمراض الكلى.

8ـ انه يقي الشخص من النقرس.

9ـ انه يحفظ الجسم من أمراض المفاصل المزمنة.

10ـ أنه خير وسيلة لتحفظ الجسم من الامراض والعلل.

بعد ذلك يورد المؤلف تشبيه بين جسم الانسان والآلة الميكانيكية فإنها تحتاج إلى الراحة كذلك جسم الإنسان وبعدها لا ينسى المؤلف ان الهدف من الكتاب هو التحريض على الصيام فنجده يورد مرض معين كأمراض الجلد وما يقوله الاطباء واهل الاختصاص من كيفية ان الصيام يمنع أو يقضي على هذه الامراض فيورد الشواهد على ذلك، ثم يعقبها بأحاديث شريفة تفيد في هذا الجانب كحديث (صوموا تصحوا) ولربما كانت فكرة المؤلف في ايرادها لتكون كتمهيد أو ربط سلسلة الفكر بالموضوع التالي الذي اسماه عودة على بدء وهو:

ما يقول القرآن عن صيام رمضان؟

وفي هذا المبحث يستشهد بآيات قرآنية كريمة حول الصوم ويعتبرها كنموذج من الذكر الحكيم ليورد بحث فقهي أو حديثي حولها خاص بالصوم وهكذا نجده بحث استدراجي نحو العودة إلى البحث الفقهي الذي ابتدأ به الكتاب ولذلك نراه يبحث في شروط الصيام وشروط وجوب الاداء وأقسام الصوم كما ويذكر مصاديق عديدة للصوم الواجب والمستحب الذي يبدأ بتعداد الايام التي يستحب فيها الصوم.

 

وأخيراً نجد المؤلف يستغل فرصة الكلام حول الصوم وشهر رمضان ليتكلم حول عبادات آخرى كصلاة العيد وزكاة الفطرة والتي يبحث في شروطها ومقدارها وما يتعلق بها.

 المهم ان هدف المؤلف في الحث على الصيام بارز وواضح في ابحاث الكتاب الأمر الذي اثر بدوره على حجم الكتاب وعمق المناقشة فيه لأن الكتاب كلما صغر حجمه سهل انتشاره ووصوله إلى أكثر عدد ممكن من الناس وبخاصة غير المتدينين.

 

عدد الصفحات: 68

الحجم: جيبي 12×17

المطبعة: مطبعة أهل البيت عليهم السلام ـ كربلاء المقدسة.