![]() |
قضية الشيعة
لسماحة آية الله العظمى الإمام الرحل السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته والذي كتبه في كربلاء المقدسة.
توطئة: لقد اختلفت السبل وتوحد الهدف من قبل أعداء الإسلام على مر التأريخ هادفين تمزيق الإسلام بأي ثمن كان لأنهم على يقين تام أن استمر الإسلام ناصعاً طموحاً فإن أديانهم المزورة ومصالحهم الشخصية لا تلبث أن تتلاشى وتختفي عن وجه الأرض فيكون الدين كله لله سبحانه، فالإسلام هو الذي سيكشف زيفهم وألاعيبهم الخبيثة فما كان منهم إلا أن وضعوا الخطط والتدابير ألازمة لذلك وهو تدمير الإسلام وبخاصة جوهره المتمثل بأتباع مدرسة أهل البيت (عليه السلام).
حروب التسقيط: من ابرز الأسلحة التي استخدمها أعداء الإسلام هو سلاح التسقيط الفردي تارة أو الجماعي تارة أخرى ابتداء من اغتصاب الخلافة وانتهاءاً بالغزو الاستعماري الغربي للدول الإسلامية فاستُخدمت في هذا السلاح عدة طرق منها نظام الإشاعات ـ أن صح التعبير قاصدين منه إسقاط الرموز القيادية ثم طرح الشبهات العقائدية ليتم المراد كما يقال (التخليه قبل التحليه) ومن ثم يكون الإناء فارغاً من أي محتوى يسهل بعد ذلك ملئه بأي عقيدة يرغبون به. أذن أثيرت هذه الحروب التسقيطيه وكما قلنا على مر التأريخ وللأسف إلى يومنا هذا فكانت حصة الشيعة منها هي الحصة العظمى فنسبوا إلى الشيعة كل مالا يليق حتى بدين وثني مدعين ذلك أصل الشيعة وجوهر معتقدهم فمرة ينسبونهم إلى عبد الله بن سبأ ومره أخرى يقولون (إن اليهودية ظهرت في الإسلام من خلال التشيع) ويقولون ويقولون ولواردنا قول المزيد لطال بنا المقام.
علماء الدين وحروب التسقيط: لم تخلوا ساحة العلماء أيضا من هذه الحروب بل كانت الحرب تشتد اوارُها بجانبهم فما كان منهم إلا أن كان دافع عن الدين والمذهب دفاع المستميت عن عقيدته فبرز الكثير من العلماء بين محاجج ومفند وداعٍ إلى الحق وما زالوا كذلك. ألا إن هذه الحروب استطاعت أن تؤتي بعض ثمارها لصالح الأعداء حتى تفرق المسلمون أشتاتا يكفر بعضهم بعضاً ويقتل بعضهم بعضاً بطرق مختلفه مما أدى إلى ظهور أجيال مسلمة لا تعرف عن المسلمين شيئاً، الكثير منهم إذا أراد ألمعرفه أو الإطلاع فإنه يطلع على المذاهب الأخرى من خلال مذهبه هو بما يشوب ذلك المذهب من عيوب الكبت الثقافي وعدم الحياديه الناتجة عن التعصب الأعمى. وهكذا كان لا بد من تعريف للشيعة ليعلم المسلمون من هم إخوانهم الشيعة وما هي معتقداتهم ومن هنا جاءت فكرة كتاب قضية الشيعة للمرجع الديني الراحل آية الله العظمى السيد محمد مهدي الحسيني الشيرازي (قدس سره) الكتاب طبع عام 1388هـ من الحجم الصغير لا تتجاوز وريقاته الستة عشر صفحة. فهو عبارة عن هوية التعريف للشيعة من هم وما هو سبب التسمية وما هي أهم عقائدهم باسلوبٍ وجيز للغاية مع الإشارة لمن أراد التفصيل الرجوع إلى الكتب المطولة فيذكر عدة كتب لذلك نحو كتاب الوسائل والذريعة والغدير والمراجعات وشرح التجريد وأصل الشيعة وأصولها والعقائد الإسلامية و علي من المهدي إلى اللحد و أعيان الشيعة وغيرها كثير.
المصنف والأدلة: كما وأن المصنف يعطينا التفاته جميلة جداً تؤيد ما تقدم من عدم معرفة الشيعة وهو ما أورده في الفقره الحادية عشر من الكتاب بقوله (كما أن للشيعة الأدلة الكافية على الجمع بين الصلاتين والوضوء بالكيفية المتعارفة عدهم وغيرها من العقائد) أي أنه بين بأن للشيعة أدله وأنهم لا يتبعون أهوائهم في ذلك، فيفهم مما تقدم مدى الإجحاف الذي وقع على الشيعة نتيجة لحروب التسقيط. وكذلك يؤكد بأن الشيعة تعتني بالقرآن الحكيم دراسةً محفضاً وتغيراً وتجويد واحتراماً في الجملة. فيا لللأسف هل كانوا يوماً يعتقدون غير ذلك ولربما مازالوا مصرين على ذلك أن الله وإنا إليه راجعون ولا حوله ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
عدد الصفحات: 24 الحجم: جيبي 12×17 طبع منه خمسة وسبعون آلاف نسخة على نفقة كسبة كربلاء عام 1388 هـ في مطبعة الآداب ـ النجف الأشرف.
|
|