الحسين عليه السلام أسوة

 

 

لسماحة آية الله العظمى الإمام الرحل السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته والذي كتبه في كربلاء المقدسة.

 

كتاب الحسين عليه السلام أسوه عصارة الفكر الإنساني:

 توطئة:

(كلم الناس على قدر عقولهم) كانت هذه هي القاعدة الأساسية التي سار عليها أعاظم المصلحين عبر التاريخ من رسل وأنبياء وأولياء حتى اصبحت من المسلمات عندهم فعلى نهجهم سار المتأخرون من المصلحين ومن بينهم سماحة المرجع الديني الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره وبخاصة في كتابه ـ الحسين عليه السلام أسوه ـ فنرى العباره مركّزه سلسلة الفهم تلائم الأذواق الهاربه من التعقيد الهادفه والقانعه بأقل معرفة عقائدية في الوقت الذي تفتح المجال فيه لهؤلاء الذواقين لعمق الفكر وجمال الأسلوب الادبي الذي لم يكن هو غايه المصنف بقدر ما كانت غايته تقديم مبسط ومركز حول المقاصد التاليه:

 

الحسين سبط الرسول:

يقال بأن حجم الثورات بحجم قادتها فبلحاظ ذلك لابد من التعريف بالحسين نسباً ومكانه فالحسين بن علي بن أبي طالب أبن الزهراء البتول بنت خاتم الأنبياء والمرسلين هذا حيث النسب أما من حيث المنزلة فمن داره صدر الوحي صادحٌ بالحق فهو من نعومة أضفاره أدمن عطر النبوة في فكر الوصيه يفتح عينيه على الدنيا أماماً لم يفطم حماس الثورة حتى أخر رمق من حياته الشريفة فكان شهيد الدمعه الساكبة منذ اليوم الأول من ولادته وأخبار أمين الوحي بذلك من رب الأرباب فكانت حياته ثورة بل ذاته الشريفه ثورة دكدكت عروش الظالمين، أمتلك من الجرءه مالم يمتلكه احد شعارة ـ أعظم الجهاد كلمه حق أمام سلطان جائر صدحَ بها مدويةً أمام أبي الفصيل وشريكه رمع الغاصبين للأرث النبوة فزلزل بها نفوس قوم مسلمين حتى أختاروا أن يكونوا معه في أكبر ملحمة عشق في الذات الألهية فكانت واقعة الطف المقدسة.

 

الحسين شهيد الحق:

يستمر المصنف على ذات الأسلوب السلس في تقديم الثورة الحسينية مبيناً كيف قتل الحسين عليه السلام وذلك في سطور وجيزه تلائم حجم الكتاب مبتداً بالسبب الرئيس لثورة الطف الدامية والتي اوصلت الغيره الحسينية إلى القمة فتحركت الثورة التي ليست كمثلها ثورة حيث انتقلت الخلافة تحت ضغط الارهاب والسيف إلى يزيد بن معاوية وهو غير لائق لأن تسند إليه أقل وظيفة في الدوله الإسلامية لأنه كافر باطناً وأن  تظاهر بالإسلام إلا أن الاناء ينضح بما فيه فنضحت منه كلمات الكفر جهاراً ليلاً ونهاراً فإخذ يفسد عباد الله ويهلك الحرث والنسل فضلاً عن استهانته بالإسلام واهله مستبداً بالحكم فالحريات مكبوته والأمة في اضطهاد لذا ثار الحسين عليه السلام هادفاً الإصلاح في امه جده المصطفى وحقَ له ذلك فهو الإمام المفترض الطاعة من الله العزيز القدير الذي شاء أن يرى الحسين عليه السلام ذائبُ في حمى الدين فادياً بنفسه شريعة سيد المرسلين منقذ الأمة من حيرة الظلاله والكبت فكان بحق شهيد الحق.

 

انجازات الحسين عليه السلام:

هنا يستعرض المصنف (قدس سره) أنجازات الثورة الحسينية المقدسة فكأنه يعطي رؤوس نقاط ولو أراد الاسهاب لخرج عن هدف الكتاب ذو البساطة للعامة بغيه النهوض بالأمة المحرجه بالجهل ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ.

فمن أنجازات الثورة الحسينية أنها زلزلت عرش يزيد عليه لعائن الله فما أن ثار الحسين عليه السلام واستشهد بأبي وأمي حتى عم البلاد اضطراب شعرا بخراب الخلافة الأموية المتغطرسه فأخذ يزيد يرتطم في أوحال عفنه فلم تمتد حياته الجانبية أكثر من ثلاث سنوات حتى هلك ولم تمتد الدوله رغم محاولات القاده الاموية بعد ذلك للسطيره على الامور وبناء الدوله الاموية ذات الفكر الهزيل والإطراف المستعبده لبني أميه. فقامت بعد ذلك ثورات تلو ثورات حتى لم تنبث الدولة أن تعيش عمر إنسان حتى تلاشت من الوجود لأن الحسين القائد زرع بذور البقاء اللإسلام و قطع جذور الكفر والالحاد والاستبعاد وإلى الأبد فما من ثورة اندلعت إلا واستمدت من الحسين اريج البطوله والفداء لتتوج بذلك الثورة الحسينية تاج الثورات الإنسانية ليصبح بذلك الإسلام (محمدي الوجود حسيني البقاء).

 

الشعائر الحسينية:

ومن المقاصد التي بحثها المصنف (قدس سره) مقصد الشعائر الحسينية رامياً بذلك بيان الغايه منها مستلهماً موضوعها من الهدف الحسيني الاسمى وهو هدف الخلود، فالثورة المقدسة لم يُقصد منها الفناء عبر الزمن بل البقاء ما بقي الدهر (تؤتي أكُلهُا كل حين بأذن ربها) فكان لابد من وسيلة تضمن البقاء فكانت الشعائر الحسينية المتجسده بأحتفاليات عاشوراء حتى أصبح (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء) وهكذا ضمنت الثورة أن تكون انشوده الخلود عبر التاريخ تسحق جباه الظالمين في كل عصر فما أرادها جبار بظلم قط حتى رماه الله بقاتل ولم يجد له ناصر ضد الحسين وثروته ومبادئه ولن تقف الثورة ابداً حتى تملىء الأرض قسطاً وعدلاً.

 

المنبر شعاع النور الحسيني:

ومن وسائل أو ضمانات البقاء للثورة المقدسة والتي ركز في تبيانها المصنف قدس سره قضية المنبر الحسيني فأعتبره احدى وسائل امتداد الثورة لتتركز في النفوس فهو وسيلة لأستعراض مبادىء الثورة ليجعل من كل مجلس عزاء ثورة مقدسة مستمده نورها من الثورة الآم، فواقعة الطف أصبحت كالشمس يمتد شعاعها إلى كل جزيئة في الكون الفسيح.

فبلحاظ ذلك نجد المصنف قدس سره يؤكد في بحثه هذا على مرتكزين أساسين:

أولاً/ توسِعت المنبر الحسيني وذلك لان البلاد الإسلامية كلها بحاجه إلى نمير ماء عطش الحسين عليه السلام وما هو موجود فعلاً من خطباء لا يسد عشر الفراغ الموجود.

ثانياً/ تعميق الثورة المقدسة لان الحسين عليه السلام أنما قام بنهضته المقدسة للإسلام وإعلاء كلمة الله ومن المعلوم أن ذلك لايتم إلا بأن يبين الخطيب ما يتصل بالإسلام من عقيده وتفسير وتاريخ واحكام وأخلاق مبيناً منهج الإسلام في ذلك.

والحمد لله رب العالمين

 

عدد الصفحات: 24

الحجم: جيبي 12×17

طبع منه خمسة آلاف نسخة عام 1387 هـ في مطبعة الآداب  ـ النجف الأشرف.