كيف نجاهد الأعداء؟

 

 

كيف نجاهد الأعداء بساطة في الاسلوب عمق في الفكر:

لسماحة آية الله العظمى الإمام الرحل السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته طبع الطبعة الحادية عشرة  عام 1391 هـ في كربلاء المقدسة.

 

مقدمة:

أن مسألة الجهاد هي من أكثر الأمور التي طال النزاع والجدل فيها وبخاصة من أعداء الدين من المتفقهين والمستشرقين وشنوا بذلك على الإسلام حرب عشواء وإلى يومنا هذا لم تهدء أوارها فاستمرت  سنين بل قرون متطاولة فمنهم من أتهم الإسلام بأنه دين سفّاك للدماء يتخذ من القتل شعاراً ومن الاعتداء وسلب الحقوق منارا فارتفعت أصواتهم  إلى ذلك متهمين الإسلام بالفساد والإفساد وإضلال العباد ولو اطلعوا على أصول الإسلام في الجهاد لخاب فالهم ولأن نكشف لهم سوء نظرهم ولتصححت بذلك عقولهم، ومن هنا جاء كتاب كيف نجاهد الأعداء لسماحة المرجع الديني الراحل آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي قدس سره والذي صدر عام 1391هـ، واضعاً يدهُ على الجرح بتوضيحه مسائل الجهاد في الإسلام  وقد بحثه ابتدءاً على محورين:

 

أقسام الجهاد:

الأول/ جهاد النفس، ففي هذا القسم توضع الأسس الحق لجهاد النفس وتهذيبها بالأخلاق الفاضلة وتجنبها عن رذائل الأخلاق فتسموا الروح بها إلى أعلى المقامات وقد قُدم جهاد النفس على جهاد الأعداء لأن نفس المؤمن وروحه عند الله والإسلام أغلى من أي شيء أخر، فلا بدأ من أن يهذب المسلم أخلاقه حتى يجاهد بحق في سبيل الله عاكساً أخلاق الإسلام لا عداءه  حتى يعطي الجهاد ثمره ويدخل الناس في سبيل الله أفواجا.

الثاني/ جهاد الكفار ويهدف إلى إعلاء كلمة الله في الأرض وخلاص المستضعفين من أيدي المستغلين وهذا الجهاد بدوره يبحث على محورين.

أ ـ ابتدائي وهو أن يجهز المسلمون الجيوش لمحاربة الكفار.

ب ـ دفاعي ويتحتم هذا الجهاد في حالة أن يهجم على المسلمين الكفار فيدافعون عن أنفسهم، وهذا هو الأكثر بل هو الغالب في حياة المسلمين ولو نتأمل تاريخ الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم لوجدنا حروبه كلها دفاعيه.

 

الجهاد فرض كفائي:

هذه المسأله تفضح كذب المنافقين وادعاءاتهم بأن دنيا الإسلام كلها حروب ودمار وأن المسلمين لا يعرفون من الحياة إلا المعارك وسفك الدماء.

 الفرض الكفائي يعني أن يتخصص مجموعة من المسلمين في مسألة الجهاد بحيث يؤدون الغرض منه باعتباره واجب ويسقط على الباقين ليتفرغوا إلى ميادين الحياة الأخرى واعتبر العمل جهاد أيضاً مادام يحقق عز المسلم ومعين فخره ويبعده عن الذل والهوان.

  

شرائط الجهاد:

وهي عشرة شروط منها:

البلوغ، أي يجيب على المسلم البالغ أما الصغير فلا يجب عليه وهذا بالضبط عكس ما شنه أعداء الدين وادعوه من كون الإسلام يزج حتى الأطفال في ميادين القتال بلا رحمه وهذا الشرط متفق عليه في المذاهب الإسلامية كافة.

العقل فلا يجب على المجانين.

الحرية فلا يجب على العبد.

الذكورة فلا يجب على النساء ومن هنا شُنت حروب أخرى على الإسلام باعتباره ــ وكما يدعون ــ يجعل النساء دون الرجال مرتبه فلا يشرفهن بالجهاد المقدس، في الوقت الذي وضع فيه الإسلام هذا الشرط لكون القتل وساحات الوغى لا يتلائم وطبيعة المرأة من جهة أخرى أراد أن يجعل من النساء مدارس لتخريج الأجيال المؤمنة والتي سوف تأخذ على عاتقها حمل لواء الإسلام إلى العالم أجمع.

وهناك شرط أخرى لا مجال لذكرها.

 

كلمة أخيره:

وهي عباره عن التفاته من قبل  المصنف ولأهميتها سنوردها وبقلم المصنف (أن الانهزامية الغربية دعت جماعة منم لا إطلاع لهم بالإسلام كاملا إلى تطوير الجهاد إلى ما يلائم الأنظمة الحربية الغربية  فيقولون كل نص يخالف تلك الأنظمة ليس من الإسلام  وهذا ناشىء عن عدم الوعى الإسلامي بالنسبة إلى من كان مخلصاً في التأويل ومن المؤسف حقاً أن يرى الإنسان بعض المتحمسين للإسلام غير ناضجين إلى هذه الحدود ومثله كثير في سائر الأنظمة كنظام الحكم ونظام الاقتصاد ونظام الثقافة وغيرها لكن الأمل وطيد بالفاقهين من الكتاب المسلمين أن يعدلوا هذه الروابى الفكرية ويبينوا وجهة نظر الإسلام الصحيح طبعاً ويقارنوا بينها وبين القوانين الغربية والشرقية ليعود إلى الإسلام رواءه وإلى المسلمين مجدهم.

 

 

عدد الصفحات: 20

الحجم: جيبي 12×17

الناشر: مكتبة الآداب ـ كربلاء المقدسة ، العراق.

المطبعة: مطبعة أسعد ـ بغداد.