![]() |
كلمة الإمام الحسن عليه السلام
ذخيرة الصلحاء لآية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي قدس الله نفسه الزكية من إصدار (مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام في كربلاء المقدسة) طبع في مطبعة الآداب في النجف الاشرف عام 1386 هـ.
كتاب (كلمة الامام الحسن ) عبق النبوة وعبير الأمامه الإمام الحسن بن علي عليهما السلام ليس مفكراً أو أديبا وإنما هو فوق ذلك كله فهو من أولئك الرجال الذين آثرهم الله تعالى بحاسة نفاذة تكتنه حقائق الأشياء حتى يرون مايراه جميع الناس ويدركون مالا يدركه الناس جميعاً. فادبه ليس تملقاً لجمال ولا ادعاءاً الأشياء وإنما هو صرخة تنطلق من قلب عبقري نفذ إلى أغوار الأشياء حتى عرف ما تباين منها ثانياً على قاعدة واحدة وما اختلف منها نابعاً من أصل واحد وما تفرق منها مضموماً برباط واحد. ومن هنا كان تراث الإمام الحسن في ذروة ما خلفته الإنسانية لرواد الفكر وأن كان ما وصل الينا منه هو القليل وما محته الرياح السافيات هو الكثير الكثير وأن كتاب كلمة الإمام الحسن عليه السلام للسيد الشهيد حسن الشيرازي قدس سره جاء معبراً عن ذلك التراث والأدب الذي عرف به الإمام أما المصنف السيد الشهيد حسن الشيرازي كان مقدساً للكلمة فكانت له موسوعة الكلمة والتي تتألف من عدة مجالدات بعناوين مختلفة نحو (كلمة الله، كلمة الرسول الأعظم، كلمة أمير المؤمنين) ومنها كلمة الإمام الحسن.
صفات الله تعالى يبدأ المؤلف الكتاب وكما هو دأبه بـ( ألا لاهيات) مستعرض بذلك الصفات الربانية بلسان إمامِ معصوم بلغ في الفصاحه والبلاغة أقصاها وأعمقها غوراً، محاول بذلك نشر ثقافة الحمد والثناء للمولى سبحانه بأدب رفيع المستوى، ولا يعقب عليه بشيء ولا بكلمة واحد مما يضفي على الكتاب نوع قداسة لصدوره عن المعصوم فهاهنا أنفاس المعصوم تترائ لنا فالكتاب عبارة عن رشحات قلم المعصوم ممزوجه بعبق النبوة وعبير ألإمامه وفصاحة بني هاشم.
الأئمة منا المسلمون قد اتفقوا على أمور كثيرة تكاد تكون مجمل الشريعة إلا انهم اختلفوا في جوهرهاً وبخاصة ألإمامه، بهذا المعنى يبتدأ الإمام كلامه في بعض صفات الأئمة مقارناً بين ألإمامه والعلم فعندهُ مشروط كون الإمام أعلم المخلوقين على الإطلاق بل هو معدن العلم وأصلة (ما العلم إلا ما صدر منهم) فنراه يقول (أن الأئمة منا وأن الخلافة لا تصلح إلا فينا وأن الله جعلنا أهلها في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه واله وسلم وأن العلم فينا ونحن أهله وهو عندنا مجموعة كله بحذافيره وأنه لا يحدث شيء إلى يوم القيامة حتى أرش الخدش إلا وهو عندنا مكتوب بإملاء رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وخط علي عليه السلام بيده). وفي عبارة أخرى يقول (ما يعلم المخزون المكنون المجزوم المكتوم،الذي لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبيي مرسل، غير محمد وذريته). فمنزلة محمد وذريته المعصومين سلام الله عليهم لم يصل أليها احد.
ما وراء الأرض أن سر جمال الأدب هو عذوبة التعبير والأجمل من ذلك أن يأتي الأديب بمعاجز علوم لم يأتي بها أحد ليؤكد أحقيته وعلو منزلته التي أنزله الله بها وليقيم الحجة على الناس ومن هنا نجد الإمام الحسن يقول (أن لله مدينتين أحدهما بالمشرق والأخرى بالمغرب، عليهما سوران من حديد وعلى كل مدينة ألف ألف مصراع من ذهب، وفيها سبعون ألف ألف لغة يتكلم كل لغة بخلاف صاحبة، وأنا أعرف جميع اللغات وما فيهما وما بينهما وما عليهما حجة غيري والحسين أخي. مما لاشك فيه أن الإمام عليه السلام أشار في هذا الكلام المتقدم إلى عالمين من العوالم الكثيرة التي خلقها الله في هذا الفضاء الرحب ونحن وأن كنا نجهلها إلا أننا لا ننكرها لصدورها من المعصوم من جهه ولعل المستقبل يكشف لنا الكثير الكثير من الذي نجهل.
الخاتمة فبلحاظ الكتاب نجدهُ معبراً وكاشفاً عن توجهات الإمام ومبأدئه وعلمه وسياسته وأخلاقه وحكمته بشكل الذي فرض على المصنف أن يقسم الكتاب إلى فصول ومقاصد قدم فيها وأخر حسب استحقاق كل موضوع فالتوحيد يستحق التقديم والسياسة التأخير وهكذا. هذا غيض من فيض أدب الإمام الحسن أوجزه المصنف وأوجزناه نحن أكثر في هذا التقديم ولو أردنا الإسهاب لطال بنا المقام والحمد الله رب العالمين.
عدد الصفحات: 210 الحجم: وزيري 17×24 الناشر: مؤسسة الإمام الصادق عليه السلام ـ كربلاء المقدسة ، العراق. المطبعة: مطبعة الآداب ـ النجف الأشرف سنة 1386 هـ.
|
|