مرقد شريف العلماء (رحمه الله)

 

 

 

 رجال لم تنسهم الذاكرة

شريف العلماء

محمد شريف بن حسن علي المازندراني الحائري هو أحد أكبر علماء الشيعة وضريحهُ في كربلاء المقدسة. هذا العالم الكبير كان يوماً زعيم الحوزة العلمية في كربلاء وأستاذ علماء الشعية، وتمكن من تربية مجموعة كبيرة من العلماء من أمثال المرحوم الشيخ مرتضى الأنصاري(قدس سره) وكان يحضر درسهُ أكثر من الف عالم ومجتهد.

يقال : إن من أسباب نبوغ هذا العالم الجليل هو أنهُ ولسنوات عديدة كان يبقى مستيقظاً من أول الليل الى الصباح ودائماً كان مشغولاً بالمطالعة والبحث في الكتب، ومن دون شك وترديد أن هذه المدة الطويلة من اليقظة في الليل هو عمل صعب جداً، ولكن نفس هذا العمل الصعب تمكن من إيجاد نابغة عظمية حيث جاء في تاريخهُ أنه بقي أربع عشرة سنة يقظاً طوال الليل، ولهذا أصبح على رأس كافة فقهاء القرن الأخير وعلمائها، والعجيب أنهُ قد توفي في فترة شبابه.

إن العمل أيضاً مثل العلم تماماً بحاجة إلى الصمود والاستقامة وتحمل الصعاب، لذا فإن نفس الشيء الذي يلزم في النبوغ العلمي يلزم وجوده في الواقع العلمي أيضاً، لأن العلم والعمل مثل جناحي الطائر، فإن كل علم من العلوم يحتاج الى شيئين : الأول ثقافة العلم ،والآخر كيفية إجراءه في الخارج، وإذا ما أراد شخص تعمير المدن وإصلاح الناس فيلزمه زمان طويل من التفكير والتخطيط وأن يسعى دائماً لانتخاب أفضل الطرق التي توصله إلى الهدف، ومن ثم عند إصابته الطريق أن يتحرك ويعمل بجد ويتحمل الصعاب، ومثل هذه الطريقة يمكن أن تكون أسلوباً لإجراء حكم الله في الارض.