الإمام
المهدي وظواهر التشكيك للسيد حسن
الشيرازي
بقلم: ياسر محمد
بلغة عصرية، وإجابات علمية،
وأمثلة أقرب إلى الواقع مدعمة بالنصوص الدينية التي تفند
الآراء المشككة في الإمام المهدي المنتظر عليه السلام
وظهوره، وتجيب على الإثارات التي يعمد إلى إطلاقها بعض
المشككين أو المتأثرين بالحياة المادية أو بعض أصحاب
القراءات السطحية لشخصية الموعود، يتحدث المفكر الإسلامي
والأديب الراحل الشهيد السيد حسن الشيرازي (1354هـ - 1400هـ)
عن أصل وجود الإمام عليه السلام وما يلازم ظهوره وحركته
الإصلاحية من أمور قد لا يستوعبها إلا ذو يقين.
فيرى
الشيرازي في تمهيده للرد على التشكيكات المثارة حول شخصية
الإمام المنتظر أن الحضارة المادية التي تصاعدت وانتشرت
بقوة، مضافاً إلى عامل التكتلات الدينية المتمثلة في رجال
الدين والتجمعات السياسية تسببت في تمزيق الناس من خلال
أخذهم بمعطيات تلك الحضارة وتسترهم بغطاء رقيق من الإيمان
بمجمل الأديان من الاعتراف بالوجود الإلهي وصحة ما أنزله ومن
أرسلهم به، ولكنهم في التفاصيل والفروع لا يجدون ما يلزمهم
أو يقنعهم بها فيكتفون من الدين بما يردده المجتمع ولهذا
يهربون من خوض الحوار الفكري في مختلف قضايا الأديان.
وتكتنف
المؤمنين الذين يعيشون في الفترة الزمنية بين حياة الأنبياء
وأئمة أهل البيت عليه السلام – بحسب المؤلف – ظاهرتان هما
اليأس والتشكيك، فالأولى تبرز كلما طالت مدة ظهور المصلح
الموعود في أي أمة إلى قرون تُستهلك فيها بضعة أجيال.
أما
الظاهرة الأخرى وهي التشكيك في مقدرة المصلح على تغيير
الأجواء مع تعاظم وتقدم البشر مادياً، فكانت عقولهم لا
تستوعب ظنهم في استخدام كل نبي الوسائل التي استخدمها النبي
الذي سبقه، فيعتريهم الشك من قدرته على إنقاذ الناس من
السلطات الغاشمة المزودة بالأسلحة الجديدة. وقد تعرض الشهيد
الشيرازي قدس سره إلى وسائل كل نبي في الوقوف بوجه تعنت
الطغاة والأقوام الذين أرسلوا لها وتطور تلك الوسائل
والمعاجز الإلهية من نبي إلى آخر ليجيب على القائلين بضعف
قدرة المهدي الموعود القتالية واستخدامه لوسائل بدائية في
ثورته ضد الظلم والجور.
وقد طرح
الشيرازي تسع ظواهر وتساؤلات من قبل البعض حول حتمية الظهور
المبارك قام بالإجابة عليها ومناقشتها، وصنفها إلى:
1.
ظاهرة اليأس منه بسبب ترقب أجيال لظهوره يوماً بعد يوم ولم
يحصل الظهور.
2. ظاهرة التشكيك في مقدرته
على السيطرة العالمية بعد ظهور الأسلحة الحديثة وانتشار
الأسلحة الذرية.
3. ظاهرة التشكيك في حياته
وطول عمره.
4. ظاهرة التشكيك من الفائدة
في وجود إمام غائب مخول لقيادة المجتمع.
5. ظاهرة التشكيك في إيجابية
فكرة الإمام المهدي عليه السلام من خلال تكريس اليأس عن جدوى
أي عمل إيجابي قبل ظهوره وبعده مادام الله سيملأ به الأرض
عدلاً وقسطا.
6. ظاهرة التساؤل عن موعد
ظهوره.
7. ظاهرة التساؤل عن الأدلة
التي تثبت أصل فكرة الإمام الغائب من الكتاب والسنة.
8. ظاهرة التساؤل ما إذا كانت
فكرة الإمام المهدي (ع) من عناصر الفكر الشيعي فقط أم أن
المسلمين عموماً يعترفون بها؟
9. ظاهرة التساؤل: لو ثبتت
فكرة أن الإمام المنتظر شيعياً أو عند كل طوائف المسلمين، هل
يسوقنا التمرد عليها أو إهمالها إلى منعطفات دينية أو
اجتماعية أو فردية؟
وتطرق
المؤلف لسلاح الإمام المهدي – عجل الله فرجه- حيث يرى أن
المواصفات المنقولة تبين أنه يأتي بنوع جديد من الأسلحة التي
تكون أمامها الأسلحة الحديثة المتقدمة رمزية لا جدوى منها أو
أنه ربما يستخدم الأسلحة العسكرية المتطورة الموجودة حين
ظهوره معتمداً على عنصري: المفاجأة والسرعة.
كما وضع
المؤلف عدة احتمالات للمقصود بـ"السيف" الوارد في النصوص
والموصوف بأنه السلاح الذي يثور به الإمام المنتظر عجل الله
فرجه الشريف، حيث أوضح احتمال عدة معاني منها أنه: قد يقصد
بالسيف اعتباره رمز للسلاح أو القوة وليس بالضرورة ذات
السيف، أو أنه مجرد شعار للإمام لا مقصود الاستخدام، أو ربما
قُصد منه تطبيق حكم القصاص الوارد شرعاً بالسيف. وأخيراً:
لعله – وبحسب المؤلف- بأنه يحمل سيف ذو الفقار الذي هو من
إرث جده الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام كدلالة رمزية
على أنه أتى لتجديد روح الإسلام ولم يأتي بدين جديد.
وقد امتاز
الكتاب بمناقشات تحمل شيء من التفصيل المقبول الخالي من
الإسهاب الممل، وطرح أمثلة واقعية تُقرِّب الفكرة لذهن
القارئ مستخدماً المصطلحات المعاصرة في المجال السياسي
والعسكري والإداري. كما أن أسلوب الكتاب يصلح لأن يكون مادة
نقاشية يرد بها على الأكاديميين وغير الدينيين الذين
يتداولون مثل تلك الظواهر ويطلقون التساؤلات والتشكيكات عبر
كتاباتهم وفي أوساط مجتمعاتهم رغم مرور عشرات السنين على
كتابة أفكاره ما يعطي انطباع عام بأن مثل تلك الظواهر
والشكوك التي ناقشها المؤلف تتكرر ذاتها في كل عصر.
عدد الصفحات:
62
الحجم:
رقعي 15×21
الطبعة:
الثانية.
نشر:
هيئة الأنوار الأربعة عشر الثقافية
لتحميل
الكتاب
انقر هنا
|