بيان مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله حول مأساة بلدة العوامية بمحافظة القطيف

إثر تعرّض بلدة العوامية ـ إحدى مناطق مدينة القطيف الواقعة في المنطقة الشرقية ـ إلى حصار شديد من قوات الجيش السعودي وإغلاق مداخلها بالخرسانات والدوريات، واستقدام أعداداً كبيرةً جداً من المدَّرعات والعربات لتنفيذ الحصار واقتحام البلدة ومنع السلطات سيارات الإسعاف والطواقم الطبية ووسائل الإعلام من الدخول إليها، مما أدى إلى قتل عدد من المدنيين وجرح عدد آخر بحسب وسائل إعلام دولية. وما يجري من مداهمات وقتل واعتقالات وتضيق على الحريات في هذه البلدة من قبل أجهزة الأمن السعودي، أصدر مكتب المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في مدينة قم المقدّسة، بياناً، إليكم نصّه:

 

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وعترته الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.

أبدى سماحة المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله حزنه وأسفه العميقين لما يجري في محافظة القطيف وبالذات في مدينة العواميّة الجريحة، وما يتعرّض له المؤمنون الكرام والمدنيون العزّل والأبرياء من المجازر واستهداف الأرواح والممتلكات، والهدر المطلق لكرامة الإنسان، كل ذلك في ظل الصمت العالمي المقيت، وتفرّج الأمم المتّحدة والمنظّمات المدافعة عن حقوق الإنسان، وفي عالم اليوم الذي يولي اهتمامه البالغ بحقوق الحيوانات والنباتات والجمادات، والمطالبات الدولية بالرعاية والرفق حتى بسائر الكائنات والموجودات.

كما وأعرب سماحته عن قلقه الشديد تجاه ما يمكن أن تؤول إليه هذه الطريقة الغليظة باجتياح القرى والمدن بالأسلحة والمعدّات الثقيلة من الإبادة الجماعية وهلاك الحرث والنسل، مستشهداً بقوله تعالى: (وَإِذَا تَوَلَّى‏ سَعَى‏ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ) سورة البقرة: الآية205

ودعا سماحته إلى التوقّف الكامل والفوري لكل هذه التجاوزات والمظالم والممارسات، وإعادة جميع المهجّرين وتطمين كافّة المغادرين وتعويض جميع المفجوعين والمتضرّرين.

وفي ختام حديثه، ابتهل سماحته دام ظله إلى الله عزّ وجلّ أن يعجّل في فرج سيّدنا ومولانا بقيّة الله من العترة الطاهرة صلوات الله عليه وعليهم، ويفرّج بذلك عن جميع المؤمنين والمؤمنات، المظلومين والمضطهدين والمستضعفين، في كل مكان، وأن يرحم الشهداء الأبرار، ويشفي الجرحى والمصابين، ويحمي بلاد الإسلام والمسلمين من كل شرّ وبلاء، إنّه قريب مجيب.

 

التاسع من شهر ذي القعدة الحرام 1438 للهجرة

مكتب المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله

قم المقدسة