الحمد لله
رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين
الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
وبعد: هناك جماعة من المتكلمين قالوا بالجبر
بالنسبة إلى أفعال الانسان، وقد استدلوا على ذلك ببعض ظواهر الأدلة الثلاثة:
الكتاب والسنة والعقل.
أدلتهم من الكتاب:
استدلوا على الجبر بقوله سبحانه:
(وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)[1].
وآيات أخرى
منها، قال تعالى: (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ
اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً)[2].
وقال
سبحانه: (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً)[3].
وقال تعالى:
(وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُون)[4]
بناءً على أن المراد بـ(وَمَا
تَعْمَلُون) أعمالكم، لا ما تعملونه من الأوثان.
وقال
سبحانه: (قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ
الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)[5]
حيث أن أعمال العباد من الشيء أيضاّ.
وقال تعالى:
(اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ وَكِيلٌ)[6].
وقال
سبحانه: (وَلَوْ شَاءَ اللّهُ مَاأَشْرَكُوا)[7].
وقال
سبحانه: (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلوُهُ فِي
الزُّبُرِ*وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ)[8].
وقال تعالى:
(مَا قَطَعْتُم مِن لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا
قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ)[9].
وقال
سبحانه: (وَلَوْ شَاءَ اللّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ
اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ)[10].
وقال تعالى:
(وَلَوْ شَاءَ اللّهُ مَافَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا
يَفْتَرُونَ)[11].
وقال
سبحانه: (هَلْ منْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّه)[12]
وإطلاقه يقتضي أن تكون الأفعال أيضا من
خلق الله عز وجل.
وقال تعالى:
(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ
كُلُّهُمْ جَميعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ
* وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ)[13].
إلى غيرها
من الآيات الدالة بظاهرها على أن أفعال العباد كلها مرتبطة بالله سبحانه
وتعالى، فيكون الانسان مجبورا فيها.
وكذلك قالوا
بالنسبة إلى التروك, فكل ما يفعله الإنسان هو مجبور في عدم فعله.
أدلتهم من السنة:
أما الدليل
الثاني وهو الروايات, فهي كثيرة أيضاً:
مثل ما عن
أبي محمد العسكري عليه السلام: قال الرضا عليه السلام فيما يصف به الرب: «لا
يجور في قضيته، الخلق إلى ما علم منقادون، وعلى ما سطر في المكنون من كتابه
ماضون، ولا يعملون خلاف ما علم منهم ولا غيره يريدون»[14].
وعن أبي
مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: « لا يكون شيء في الأرض ولا في
السماء الا بهذه الخصال السبع: بمشيئة وإرادة وقدر وقضاء وإذن وكتاب وأجل، فمن
زعم انه يقدر على نقض واحدة فقد كفر»[15].
وفي رواية
حمدان بن سليمان قال: كتب إلى الرضا عليه السلام أسأله عن أفعال العباد أمخلوقة
أم غير مخلوقة؟ فكتب عليه السلام: «أفعال العباد مقدرة في علم الله عز وجل قبل
خلق العباد بألفي عام»[16].
وفي رواية
عن الحسين بن علي عليه السلام قال: «سمعت أبي علي بن أبي طالب عليه السلام
يقول: الأعمال على ثلاثة أحوال: فرائض وفضائل ومعاص، فأما الفرائض فبأمر الله
تعالى وبرضى الله وقضائه وتقديره ومشيئته وعلمه، وأما الفضائل فليست بأمر الله،
ولكن برضى الله وبقضاء الله وبقدر الله وبمشيئة الله وبعلم الله، وأما المعاصي
فليست بأمر الله ولكن بقضاء الله وبقدر الله وبمشيئة الله وبعلمه، ثم يعاقب
عليها»[17].
وعن الصادق
عليه السلام كما في رواية التوحيد قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ومن
زعم المعاصي بغير قوة الله فقد كذب على الله، ومن كذب على الله ادخله الله
النار»[18].
وقال علي
عليه السلام: «الاستطاعة تملكها مع الله أو من دون الله، وإياك أن تقول واحدة
منهما فترتد، فقال وما أقول يا أمير المؤمنين؟ قال: قل املكها بالله الذي انشأ
ملكتها»[19].
وفي دعاء
الصحيفة السجادية: «اللهم وانك من الضعف خلقتنا، وعلى الوهن بنيتنا، ومن ماءٍ
مهين ابتدأتنا، فلا حول لنا الا بقوتك ولا قوة لنا الا بعونك»[20].
وقال عليه
السلام: «اللهم إني أصبحت وأمسيت عبداً داخراً لك لا املك لنفسي نفعاً ولا ضرا
الا بك»[21].
إلى غيرها
من الروايات.
الجواب على أدلتهم:
قال الإمام
الشيرازي الراحل أعلى الله مقامه: أما الجواب عما استدلوا به من الآيات فيظهر
بملاحظة ما اكتنف بها من القرائن أو الآيات الأخر، مثلاً:
قوله
سبحانه: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُون)[22]
مكتنف بقوله تعالى: (فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ
أَلاَ تَأْكُلُونَ*مَالَكُمْ لاَ تَنطِقُونَ*فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً
بِالْيَمِينِ*فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ*قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا
تَنْحِتُونَ*وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ)[23]
فإن المراد أصنامكم، حيث قال ابراهيم عليه السلام لقومه: إن انتم وأصنامكم
مخلوقات لله سبحانه وتعالى فكيف تعبدون ما هو مخلوق لله وتصنعونه بإيديكم؟.
وكذلك قوله
سبحانه: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)[24]
ظاهر في ذلك، حيث قال تعالى: (أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن
لاَّ يَخْلُقُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ)[25].
وقال
سبحانه: (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لاَ
يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ)[26].
وقال تعالى:
(خَلَقَ السَّماوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا
وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن
كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّماءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن
كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ*هذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ
مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ)[27].
إلى غير ذلك
من القرائن النقلية والعقلية، المقامية والمقالية، وخاصة الآيات الدالة على نفي
الجبر، والمقابلة لادعاء ظهور ما سبق من الآيات، حيث دلت هذه على أن الأعمال
مرتبطة بالإنسان نفسه وانه المحاسب عليها أن خيراً فخير أو شراً فشر، مثل:
قوله
سبحانه: (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا)[28].
وقوله
تعالى: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ
بِأَيْدِيهِمْ)[29].
وقوله عز
وجل: (إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ)[30].
وقوله
سبحانه: (ذلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً
نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَابِأَنْفُسِهِمْ)[31].
وقوله
تعالى: (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ)[32].
وقوله عز
وجل: (مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ)[33].
وقوله
سبحانه: (وَجَاءُوا عَلَى قَميِصهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ
بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً)[34].
وقوله
تعالى: (كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ)[35].
وقوله عزّ
وجل: (وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم
لي)[36].
وقوله
سبحانه: (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا
كَسَبَتْ)[37].
وقوله تعال:
(الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)[38].
وقوله
عزّوجل : (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ
أَمْثَالِهَا)[39].
وقوله
سبحانه: (وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى
إِلَّا مِثْلَهَا)[40].
وقوله
تعالى: (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا)[41].
وقوله
عزّوجل: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا
عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ)[42].
وقوله
سبحانه: (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللّهِ)[43].
وقوله
تعالى: (لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ)[44].
وقوله
عزوجل:
(لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ)[45].
وقوله
سبحانه: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ
مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هذَا الْكِتَابِ
لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا
عَمِلُوا حَاضِراً وَلاَ يِظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)[46].
وقوله
تعالى: (ذلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ
لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)[47].
وقوله
عزوجل:
(إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ
النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)[48].
إلى غيرها
من الآيات الكثيرة التي تربو على المئات..
الروايات النافية للجبر:
أما
الروايات النافية للجبر فهي أكثر وأكثر:
فعن أبي
الحسن الرضا عن أبيه, عن جعفر بن محمد عليه السلام: «من زعم أن الله يجبر عباده
على المعاصي أو يكلّفهم ما لا يطيقون فلا تأكلوا ذبيحته ولا تقبلوا شهادته ولا
تصلّوا وراءه ولا تعطوه من الزكاة شيئاً»[49].
وفي رواية
منسوبة إلى الإمام الصادق عليه السلام في (معاني الأخبار) انه سأله ورجل فقال
له: إن أساس الدين التوحيد والعدل, وعلمه كثير ولا بد لعاقل منه, فاذكر ما يسهل
الوقوف عليه ويتهيأ حفظه, فقال عليه السلام: «أما التوحيد فأن لا تجوز على ربك
ما جاز عليك, وأما العدل فأن لا تنسب إلى خالقك ما لامك عليه»[50].
وقال أبو
الحسن الثالث عليه السلام: (فأما الجبر الذي يلزم من دان به الخطأ, فهو قول من
زعم أن الله جل وعز أجبر العباد على المعاصي وعاقبهم عليها, ومن قال بهذا القول
فقد ظلم الله في حكمه وكذبه وردّ عليه قوله: (وَلاَ
يِظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)[51]
وقوله: (ذلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ
لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)[52]
وقوله: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً
وَلكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)[53]
مع آي كثيرة في ذكر هذا, فمن زعم أنه مجبر على المعاصي فقد أحال بذنبه على
الله, وقد ظلمه في عقوبته, ومن ظلم الله فقد كذب كتابه, ومن كذب كتابه فقد لزمه
الكفر باجتماع الأمة) كذا في تحف العقول[54].
وعن أيوب بن
نوح عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه آله:
«خمسة لا تطفأ نيرانهم ولا تموت أبدانهم: رجل أشرك، ورجل عق والديه، ورجل سعا
بأخيه إلى السلطان فقتله، ورجل قتل نفساً بغير نفس، ورجل أذنب وحمل ذنبه على
الله عز وجل»[55].
وعن جابر بن
عبد الله الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وآله قال: «يكون في آخر الزمان قوم
يعملون بالمعاصي ثم يقولون، الله قدرها علينا، الراد عليهم يومئذ كالشاهر سيفه
في سبيل الله»[56].
وروي أن
رجلاً سأل جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن القضاء والقدر؟ فقال عليه
السلام: «ما استطعت أن تلوم العبد فهو منه، وما لم تستطع أن تلوم العبد عليه
فهو من فعل الله، يقول الله للعبد: لمَ عصيت؟ لمَ فسقت؟ لمَ شربت الخمر؟ لمَ
زنيت؟ فهذا فعل العبد، ولا يقول له: لمَ مرضت؟ لمَ علوت؟ لمَ قصرت؟ لمَ ابيضضت؟
لمَ اسوددت؟ لأنه من فعل الله تعالى»[57].
قال الإمام
الشيرازي الراحل قدس سره في كتابه العقائد : من الواضح أن المراد فيما لم يكن
مرضه بسبب نفسه أو قصوره أو تقصيره أو بسبب والديه، وهكذا بالنسبة إلى الابيضاض
والاسوداد الاختياري فانه يمكن أن يبيض المسود وبالعكس بالعلاج وما أشبه.
وعن الطرائف
كما في (البحار)[58]
حكي أن الحجاج بن يوسف كتب إلى الحسن البصري، والى عمرو بن عبيد، والى واصل بن
عطاء، والى عامر الشعبي: أن يذكروا ما عندهم وما وصل إليهم في القضاء والقدر؟
فكتب إليه
الحسن البصري: أن أحسن ما انتهي إليه ما سمعت من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام انه قال: «يا ابن آدم أتظن أن نهاك دهاك وإنما دهاك أسفلك وأعلاك
والله بريء من ذاك»[59].
قال الإمام
الشيرازي الراحل قدس سره في كتابه العقائد: الظاهر أن المراد من «أسفلك»
القضايا الشهوانية الجنسية، والمراد بـ «أعلاك»العين واللسان والأذن.
وكتب إليه
عمرو بن عبيد: أحسن ما سمعت في القضاء والقدر قول أمير المؤمنين عليه السلام:
«لو كان الوزر[60]
في الأصل محتوماً لكان الموزور[61]
في القصاص مظلوماً».
وكتب إليه
واصل بن عطاء: أحسن ما سمعت في القضاء والقدر قول أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب عليه السلام: «أيدلك على الطريق ويأخذ عليك المضيق».
وكتب إليه
الشعبي: أحسن ما سمعت من القضاء والقدر قول أمير المؤمنين عليه السلام: «كل ما
استغفرت الله منه فهو منك، وكل ما حمدت الله عليه فهو منه».
فلما وصلت
كتبهم إلى الحجاج وقف عليها وقال: لقد أخذوها من عين صافية.
قال الإمام
الشيرازي الراحل قدس سره: الظاهر أن قوله عليه السلام: «كل ما حمدت الله عليه
فهو منه» من باب الموجبة الجزئية لا الكلية فان هناك ما لا يحمد الانسان عليه
الله تعالى ومع ذلك فهو من الله عز وجل، مثل أن يكون خلقه مشوهاً إلى غير ذلك
من الأمثلة، فتأمل.
وفي رواية
أن رجلاً قدم على النبي صلى الله عليه وآله فقال له رسول الله صلى الله عليه
وآله: «أخبرني بأعجب شيء رأيت؟ فقال: رأيت قوماً ينكحون أمهاتهم وبناتهم
وأخواتهم فإذا قيل لهم: لمً تفعلون ذلك؟ قالوا: قضاه الله تعالى علينا وقدره!
فقال النبي صلى الله عليه وآله: «سيكون من أمتي أقوام يقولون مثل مقالتهم،
أولئك مجوس أمتي»[62].
وفي رواية
عنه صلى الله عليه وآله انه قال: «لعنت القدرية على لسان سبعين نبياً، قيل ومن
القدرية يا رسول الله؟ فقال: قوم يزعمون أن الله سبحانه قدر عليهم المعاصي
وعذبهم عليها»[63].
وعن صباح
الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام قال: سأله زرارة وأنا حاضر، فقال أفرأيت ما
افترض الله علينا في كتابه وما نهانا عنه جعلنا مستطيعين لما افترض علينا
مستطيعين لترك ما نهانا عنه؟ فقال: نعم[64].
وفي رواية:
«انه لا يليق بعدل الله ورأفته أن يقدر على العبد الشر ويريده منه ثم يأمره بما
يعلم انه لا يستطيع أخذه»[65].
وعن العيون
قال الرضا عليه السلام في روايته عن آبائه عن الحسين عليه السلام: دخل رجل من
أهل العراق على أمير المؤمنين عليه السلام فقال: أخبرني عن خروجنا إلى أهل
الشام أبقضاء من الله وقدره؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: «أجل يا شيخ،
فوالله ما علوتم طلعة ولا هبطتم بطن واد الا بقضاء من الله وقدر، فقال الشيخ:
عند الله أحتسب عنائي يا أمير المؤمنين، فقال: مهلاً يا شيخ لعلك تظن قضاء
حتماً وقدرا لازماً، ولو كان ذلك كذلك لبطل الثواب والعقاب والأمر والنهي
والزجر، ولسقط معنى الوعد والوعيد، ولم يكن على مسيء لأمة ولا على محسن محمدة،
ولكان المحسن أولى باللائمة من المذنب، والمذنب أولى بالإحسان من المحسن، تلك
مقالة عبدة الأوثان وخصماء الرحمان وقدرية هذه الأمة ومجوسها، يا شيخ أن الله
عز وجل كلف تخييراً ونهى تحذيراً وأعطى على القليل كثيراً ولم يعص مغلوباً ولم
يطع مكرهاً ولم يخلق السماوات والأرض وما بينها باطلاً، ذلك ظن الذين كفروا
(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّار)[66].
فنهض الشيخ
وهو يقول:
أنت الإمام
الذي نرجو بطاعتـه
يوم النجاة من الرحمان غفرانـا
أوضحت من
ديننا ما كان ملتبساً
جـــزاك ربك عنا فيه إحسانا
فليس معذرة
في فعل فاحشــة
قد كنت راكبهـا فسقاً وعصيانا
لا لا ولا
قائلاً نـاهيـه أوقعـه
فيهـا عبدت إذا يا قوم شيطانـاً
ولا أحـب
ولا شاء الفسـوق ولا
قتـل الولي له ظلمـاً وعدوانـا
انـى يحـب
وقد صحـت عزيمتـه
ذو العـرش أعلن ذاك الله اعلانا[67]
قال الإمام
الشيرازي الراحل قدس سره: ولعل الأولوية في الفقرتين: انا مع جعلنا فيك الإحسان
لم تحسن أنت شيئاً وان المسيء غير ملوم لأنا لم نجعل فيه خيراً فالحق في عدم
الإحسان.
وعن
الاحتجاج انه روي عن علي بن محمد العسكري عليهما السلام في رسالته إلى أهل
أهواز في النفي والجبر والتفويض انه قال: روي عن أمير المؤمنين عليه السلام انه
سأله رجل بعد انصرافه من الشام ففال: يا أمير المؤمنين اخبرنا عن خروجنا إلى
الشام أبقضاء وقدر؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: «نعم يا شيخ، ما علوتم
تلعة ولا هبطتم بطن واد الا بقضاء من عند الله وقدر، فقال الرجل: عند الله
احتسب عنائي والله ما أرى لي من الأجر شيئاً، فقال علي عليه السلام: بلى فقد
عظم الله لكم الأجر في مسيرتكم وانتم ذاهبون وعلى منصرفكم وانتم منقلبون ولم
تكونوا في شيء من حالاتكم مكرهين ولا مضطرين، فقال الرجل: وكيف لا نكون مضطرين
والقضاء والقدر ساقانا وعنهما كان مسيرنا؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام:
لعلك أردت قضاءً لازماً وقدراً حتماً، ولو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب وسقط
الوعد والوعيد والأمر من الله والنهي, وما كانت تأتي من الله لائمة المذنب ولا
المذنب أولى بعقوبة الذنب من المحسن, تلك مقالة إخوان عبدة الأوثان وجنود
الشيطان وخصماء الرحمن وشهداء الزور والبهتان وأهل العمى والطغيان, هم قدرية
هذه الأمّة ومجوسها, إن الله تعالى أمر تخييراً وكلّف يسيراً لم يُعص مغلوباً
ولم يطع مكرهاً ولم يرسل الرسل هزلاً ولم ينزل القرآن عبثاً ولم يخلق السماوات
والأرض وما بينهما باطلا (ذلِكَ ظَنُّ الَّذِين كَفَرُوا
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ)[68]
ثم تلا عليهم (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا
إِلَّا إِيَّاهُ)[69].
قال: فنهض
الرجل مسروراً وهو يقول: أنت الإمام الذي نرجو بطاعته, الأبيات[70].
قال الإمام
الشيرازي الراحل قدس سره: ولعل وجه كون المذنب أولى بالذنب من المحسن وعدم كون
المحسن أولى بالمدح من المذنب: الإشارة إلى كونهما متساويين في عدم استناد
الإحسان أو الإساءة إليهما, لأن كليهما ـ على هذا الفرض ـ من فعل الله سبحانه.
وعن الصدوق
في اعتقاداته: «سئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل:
(وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ
سَالِمُونَ)[71]
قال: مستطيعون للأخذ بما أمروا به الترك لما نهوا عنه وبذلك ابتلوا»[72].
وقال أبو
جعفر عليه السلام: «إنّ في التوراة مكتوباً: يا موسى إني خلقتك واصطفيتك
وقويتك, وأمرتك بطاعتي ونهيتك عن معصيتي, فإن أطعتني أعنتك على طاعتي وان
عصيتني لم أعنك على معصيتي, يا موسى ولي المنّة عليك في طاعتك لي, ولي الحجّة
عليك في معصيتك»[73].
وفي
الاحتجاج: سأل الزنديق أبا عبد الله عليه السلام عن مسائل كثيرة ـ إلى أن قال
ـ: فأخبرني عن الله عزّوجل كيف لم يخلق الخلق كلهم مطيعين موحدّين وكان على ذلك
قادراً؟ قال عليه السلام: «لو خلقهم مطيعين لم يكن لهم ثواب لأن الطاعة إذا ما
كانت فعلهم لم يكن فعلهم لم يكن جنة ولا نار, ولكن خلق خلقه فأمرهم بطاعته
ونهاهم عن معصيته واحتجّ عليهم برسله وقطع عذرهم بكتبه ليكونوا هم الذين يطيعون
ويعصون ويستوجبون بطاعتهم له الثواب وبمعصيتهم إياه العقاب, قال: فالعمل الصالح
من العبد هو فعله والعمل الشر من العبد هو فعله, قال عليه السلام: العمل
الصالح, من العبد بفعله ولله به أمره, والعمل الشر من العبد بفعله والله عنه
نهاه, قال: أليس فعله بالآلة التي ركّبها فيه؟ قال عليه السلام: نعم ولكن
بالآلة التي عمل بها الخير قدّر على الشر الذي نهاه عنه, قال: فإلى العبد من
الأمر شيء, قال عليه السلام: ما نهاه الله عن شيء إلّا وقد علم أنه يطيق تركه
ولا أمره بشيء إلّا وقد علم انه يستطيع فعله, لأنه ليس من صفته الجور والعبث
والظلم وتكليف العباد ما لايطيقون, قال: فمن خلقه الله كافراً أيستطيع الإيمان
وله عليه بتركه الإيمان حجة؟ قال عليه السلام: إن الله خلق خلقه جميعاً مسلمين
أمرهم ونهاهم, والكفر اسم يلحق الفعل حين يفعله العبد, ولم يخلق الله العبد حين
خلقه كافراً, إنه إنما كفر من بعد أن بلغ وقتاً لزمته الحجة من الله فعرض عليه
الحق فجحده فبإنكاره الحق صار كافراً, قال: أفيجوز أن يقدّر على العبد الشر
ويأمره بالخير وهو لا يستطيع الخير أن يعلمه ويعذّبه عليه؟ قال عليه السلام:
إنه لا يليق بعدل الله رأفته أن يقدّر على العبد الشر ويريده منه ثم يأمره بما
يعلم أنه لا يستطيع أخذه»[74].
إلى غيرها
من الروايات الكثيرة التي تنص على نفي الجبر ويجدها الإنسان في البحار وغيره,
ولعل المتتبع يجد أكثر من ألف رواية في هذا الشأن تصريحاً أو ظهوراً أو تلويحاً
أو إشارةً.
وهنا سؤالان:
الأول: أن
الله كيف جعل شدة حالة النفرة عن المعاصي في المعصومين عليهم السلام ويثيبهم
بالثواب العظيم على اعمالهم، ولم يجعل هذه الحالة في سائر الناس، فان أحسنوا
كان ثوابهم اقل وان اساؤو يعاقبون.
الثاني: انه
كيف يثيب الولدان المخلدين والحور العين في الجنان مع انه لم يخلق فيهم الشهوة،
فليكن الانسان كذلك؟
والجواب: أن
مقتضى كون الله فياضاً بمعنى الخلق الإبداعي – لا بمعنى الإفاضة من الحوض كما
يقوله بعض القائلين بوحدة الوجود أو الموجود – أن يخلق كل ما من شأنه الخلق،
ومن الطبيعي أن يكون الخلق مختلفاً لكنه لا يظلم أحداً، كما خلق الفضة والذهب
والتراب ... إلخ.
وإثابة
المعصوم عليه السلام أكثر فضل، واللازم أن لا يظلم، لا أن لا يتفضل على احد
بأكثر من غيره، هذا بالإضافة إلى مسألة القابليات وعلو المعرفة والعوالم الأخرى
وما أشبه[75].
استدلالهم
بالعقل:
الثالث من
أدلة القائلين بالجبر: هو الدليل العقلي، وهو أمور:
الأمر
الأول:
الأول: أن
الله تعالى كان عالما بكل شيء ومنها أفعال العباد، فيجب أن تقع أفعالهم على طبق
علمه وإلا لزم جهله والجهل على الله محال.
والجواب:
وقوع الأفعال نتيجة إرادة الانسان لا العلم به، نعم كون الانسان مريداً جعله
الواجب تعالى، والفعل مستند – أولا – إلى الإرادة الحرة المنتهية إلى الواجب،
ولا يلزم في الممكن أكثر من ذلك، وفي الرواية تصريح بذلك، ففي الكافي عن أبي
عبد الله عليه السلام: «أن الله لم يجبر احد على معصيته ولا اراد ارادة حتم
الكفر من احد، ولك حين كفر كان في ارادة الله أن يكفر، وهم في ارادة الله وفي
علمه أن يصيروا إلى شيء من الخير»[76].
الأمر
الثاني:
الثاني: أن
علمه فعلي وهو عين ذاته، وحيث لذاته العلية لكل شيء يجب أن يكون علمه ايضاً علة
لكل شيء ومنها أفعال العباد، فيجب وقوعها.
والجواب:
العلم تابع للمعلوم لا انه علة له، ولو كان العلم علة لكان زيد البريء سببا
لجريمة عمرو، حيث كان زيد يعلم انه سيرتكب الجرم، ولو صح ذلك لكان علمنا بان
غداً تطلع الشمس سببا لطلوع الشمس.
إلى غير ذلك
من الأمثلة الواضحة في رد هذا الدليل.
الأمر
الثالث:
الثالث: أن
الشيء ما لم يوجد – بالفتح – أي ما لم يكن موجوداً، لم يوجد – بالكسر - ، وحيث
انه لا وجود حقيقية للممكنات في ذواتها فلا إيجاد لها حقيقة فيكون الإيجاد
مطلقاً حتى بأفعال العباد له تعالى شأنه.
والجواب: أن
علم الله سبحانه وتعالى عين الذات، والذات علّة لاختيار العبد، فاختيار العبد
مستند إلى ذاته تعالى، اما عمله فهو مستند إلى مشيئة نفسه لا إلى مشيئة الله
سبحانه وتعالى.
الأمر
الرابع:
الرابع: أن
أفعالنا معلومة لإرادتنا، والإرادة غير اختيارية، ولا يجوز العقاب على أمر غير
اختياري فانه قبيح عند العقل والعقلاء.
والجواب:
ليس إيجاد الممكنات مطلقاً بلا واسطة من الله، فان ما يعمله الانسان فهو مستند
إلى الله تعالى بواسطة، لان الانسان بنفسه، وتهيؤ المقدمات التكوينية التي
جعلها الله في الكون لوجود العمل، هما مستندان إلى الله عز وجل دون العمل
الصادر عن الانسان، وعلى هذا فليس الانسان مجبوراً في عمله بسبب الاستناد[77]
إلى الله مباشرة.
الأمر
الخامس:
الخامس: أن
الاختيار – أي اختيار الفعل الذي هو علة لوجود الفعل – يكون حادثاً، ولا بد له
من محدث، ومحدثه أن كان باختيار آخر لزم تسلسل الاختيار فينا، وان لم يكن
باختيارنا بل بالغير فنحن مجبورون في كل فعل على الاختيار الخاص، ولا بد من
انتهاء اختيارنا إلى الاختيار الأزلي فيلزم الاضطرار في الفعل، ولذا قال
الشاعر:
إنما صورة
اختيار وأنا
في اضطرار إلى الذي كان منا
والجواب:
إرادة الفعل أو الترك اختيارية، أي أن الإرادة تتعلق بالفعل تارة والترك أخرى
باختيار الانسان، وإنما كانت ذات الإرادة غير اختيارية، على أن الإرادة
اختيارية وان كان أصل كون الانسان مختاراً غير اختياري.
الأمر
السادس:
السادس: أن
الفعل تابع للاختيار، والاختيار ممكن، والله خالق كل ممكن فالفعل من خلقه
ايضاً.
والجواب: أن
هذا الممكن مستند إلينا لا إلى الله تعالى فنحن المختارون وان كان خلق الاختيار
من الباري عز وجل دون الفعل.
الأمر
السابع:
السابع:المشيئة والإرادة الأزلية تعلقنا بكل شيء، ومن هذه الكليّة:
الأفعال،
فيلزم الجبر لان الأفعال متعلقة بإرادة الله ومشيئته.
والجواب: ان
المشيئة والإرادة من صفات الفعل فلا تكونان أزليتين، وفرق بين صفات العمل وصفات
الذات، فكلما لا يمكن ان يقال كان ولم يكن، فهو صفات الذات، مثل العلم والقدرة
والحياة وما أشبه، وكلما يمكن ان يقال كان أو لم يكن، فهو صفات الفعل، مثل: ان
الله خلق زيداً في يوم كذا لا يوم كذا، ورزق عمرواً في سنة كذا لا سنة كذا،
وأمات خالداً في مدينة كذا لا في مدينة كذا، وهكذا.. ، وهذا هو الفرق بين صفات
العقل وصفات الذات على ما ذكر تفصيله في علم الكلام.
إلى غير ذلك
من الأدلة التي ذكروها على الجبر مما لا يستقيم صغرى أو كبرى أو كليهما.
والحمد لله
رب العالمين
____________________
[14].
التوحيد: ص47 باب التوحيد ح9.
[15].
الكافي: ج1 ص149 ح 1.
[16].
عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج1 ص136 ح34.
[17].
بحار الأنوار: ج5 ص29 ب1 ح36.
[19].
بحار الأنوار: ج5 ص56 ب1 ح103.
[20].
الصحيفة السجادية الجامعة: ص73، رقم الدعاء30 في الاشتياق إلى طلب المغفرة
من الله.
[21].
الصحيفة السجادية: ص114.
[23].
سورة الصافات: 91-96.
[28]
سورة مريم: 37و سورة ص: 27, سورة الذاريات: 60.
[30]
سورة الأنعام: 116, سورة يونس: 66, سورة النجم: 23, و28.
[49]
عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج1 ص124.
[50]
معاني الأخبار: ص11, والتوحيد: ص96 ب66 ح1.
[55]
كنز الفوائد: ج2 ص47.
[56]
متشابه القرآن: ج1 ص202.
[58]
بحار الأنوار: ج5 ص59 ب1 ح108، الطرائف: ص329و330.
[59]
وفي بحار الأنوار: (من ذاك).
[60]
وفي بحار الأنوار: (الزور).
[61]
وفي بحار الأنوار: (المزور).
[64]
التوحيد: ص347 ب56 ح4.
[67]
عيون أخبار الرضا (ع): ج1 ص140 ب11 ح38.
[70]
الاحتجاج: ص208 و209.
[72]
بحار الأنوار: ج5 ص9 ب1 ح11 نقلا عن اعتقادات الصدوق.
[73]
التوحيد: ص406 ب63 ح2.
[75]
من أراد تفصيل للإجابة أكثر مراجعة التفسير الموضوعي للقران الحكيم، للإمام
الراحل السيد الشيرازي.
[77]
أي استناد نفسه واستناد المقدمات الكونية.
|