حوزة العلامة الشيخ ابن فهد الحلي العلمية تستقبل الخطيب الشيخ فاضل الحيدري

ضمن برامجها واهدافها في اكتساب الخبرات دأبت حوزة العلامة الشيخ أحمد بن فهد الحلي رحمه الله العلمية في كربلاء المقدسة على استضافة الفضلاء والخطباء من ذوي التجارب والخبرة في العمل التبليغي والتوعوي؛ ليكون ذلك مساهمة فاعلة في تنمية القدرات التبليغية لطلبة العلوم الدينية.

وفي هذا الصدد استقبلت الحوزة فضيلة الخطيب الحسيني الشيخ فاضل الحيدري صبيحة يوم الأربعاء 9 ربيع الثاني 1442 هجرية، حيث كان في استقباله إدارة الحوزة وفضلائها ومدرسيها.

 وبالمناسبة تحدَّث فضيلة الشيخ منتظر الشهرستاني ـ مدير الحوزة ـ حول الأسس العلمية المتَّبعة في المدرسة، وكذا المناهج والمراحل الدراسية ودور الحوزة في النهوض بالواقع العلمي والتربوي في المجتمع.

بعد ذلك القى فضيلة الشيخ فاضل الحيدري كلمة للطلبة الأكارم تحدَّث عبرها حول طائفة من الروايات المرغِّبة في التفقه في الدين منها:

ما ورد في كتاب المحاسن عن عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في الحلال والحرام». بحار الأنوار، ج1، ص213.

 وما ورد عن الإمام الصادق عليه السّلام حيث قال: «لَيسَ العِلمُ بِكَثرَةِ التَّعَلُّمِ، إنَّما هُوَ نورٌ يَقَعُ في قَلبِ مَن يُريدُ اللهُ أن يَهدِيَهُ، فَإِذا أرَدتَ العِلمَ فَاطلُب أوَّلًا في نَفسِكَ حَقيقَةَ العُبودِيَّةِ، واطلُبِ العِلمَ بِاستِعمالِهِ واستَفهِمِ اللهَ يُفهِمكَ».

 وكذا حديث الإمام الرضا عليه السلام: «رحم الله عبداً أحيا أمرنا فقلت له: وكيف يحيى أمركم؟ قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا». عيون أخبار الرضا عليه السلام، الشيخ الصدوق، ج ٢، ص275.

كما وبيَّن: أنَّ هناك علوم إلهية وأخرى إنسانية، والحوزات العلمية تأخذ على عاتقها هدف سامي هو تدريس العلوم الإلهية، بخلاف سائر المعاهد العلمية في العالم ذات التخصصات المختلفة.

 وممَّا يوضِّح لنا هذا التقسيم للعلوم الحديث النبوي الشريف: «العلم علمان علم الأديان وعلم الأبدان». بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج1، ص220.

 فعقب مبيناً: أنَّ الرسول صلى الله عليه واله وفق الحديث المتقدم قدَّم الأديان على الأبدان فلابد أن نقدِّم القوانين الإلهية على القوانين الإنسانية، كما أنّ الله قدّم الجعل التكويني على الجعل التشريعي، حيث بسط الأرض وجاء بقانون الجاذبية ثم طلب منّا الصلاة بشرط الاستقامة وغيرها.

وفي مقام تقديم النصائح لطلبة العلوم قال الضيف: إنَّ طلبة العلوم الدينية مهما توغلوا في علوم الفقه والأصول وغيرهما هم بحاجة ماسة دائماً إلى علم الأخلاق فإنه الأساس.

وكذا قال: على طالب العلم الحوزوي أن يعيِّن هدفه بدقة، ويرسم لنفسه الطريق للوصول إلى الهدف كأستاذ أو خطيب أو مجتهد أو صاحب مؤسسة أو داعية إلى البلدان لنشر علوم أهل البيت عليهم السلام.

والجدير بالذكر أنَّ حوزة العلامة ابن فهد الحلي رحمه الله وضمن نشاطاتها في الجانب الثقافي وكذا تقوية العلاقات مع المؤسسات زار وفد منها مؤسسة الصديقة الزهراء سلام الله عليها واطلع على نشاطات المؤسسة وقد تحدث المشرف على المؤسسة فضيلة الشيخ الحيدري حول أبرز مشاريع المؤسسة وهو مسجد المؤسسة وحسينيتها، وكذا مشروع انشاء مدرسة للأيتام ومستوصف خيري في مدينة كربلاء المقدسة منطقة فريحة.