|
||||
سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: أصلح الله أمر العراق وهنيئاً لشهدائه ولأمّهاتهم
قام بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، يوم الأحد الحادي عشر من شهر جمادى الثانية1440 للهجرة، الموافق للسابع عشر من شهر شباط/فبراير2019للميلاد، وفد من المؤمنين والمؤمنات من العاصمة العراقية بغداد، ضمّ حجّة الإسلام الشيخ أحمد البديري مسؤول مدرسة السيّدة الزهراء صلوات الله عليها العلمية في مدينة الصدر قدّس سرّه، وعدد من أساتذتها، وجمع من عوائل الشهداء. بعد أن رحّب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، بالضيوف الكرام، قال: أسال الله تعالى أن يتقبّل منكم الطاعات والعبادات والزيارات، وأن يكون سيّدنا ومولانا بقيّة الله المهدي الموعود عجّل الله تعالى في فرجه الشريف وصلوات الله عليه، يرعى الجميع برعايته، وأن يكون سيّدنا ومولانا الإمام الرضا صلوات الله عليه، وأخته الجليلة كريمة أهل البيت صلوات الله عليهم السيّدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها، شفعاء للجميع في حوائج الدنيا والآخرة. وقال سماحته: أسأل الله تعالى أن تعودوا إلى دوركم وأوطانكم سالمين إلى سالمين، وإن شاء الله موفورين بأكفّ مليئة من القبول والخير والعافية، وأسأله جلّ وعلا أن يصلح أمر العراق، ويكون الجميع، في أمن وراحة وخير، وأن يبعد البلاء عن الجميع، بجاه محمّد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. وإنّني أدعو لكم جميعاً وأسألكم الدعاء عند الموالي والأئمة صلوات الله عليهم. بعدها قام جمع من أمّهات الشهداء، من الوفد الزائر، بلقاء سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، واستمعن إلى وصاياه القيّمة، التي قال فيها: يقول القرآن الكريم: (هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ) سورة آل عمران: الآية163. إنّ المؤمنات والمؤمنين، عندما يذهبون إلى الجنّة، بعضهم تكون درجاتهم أرفع من بعض، وسبب ذلك هو مقدار العناء والمتاعب التي كانت عليهم في الدنيا. فالمرأة المؤمنة التي عندها أمّ وأخت وأولاد، وعندها أقرباء، هذه المرأة المؤمنة الصالحة إن كان عناؤها في الدنيا أكثر، تكون درجتها عند الله أرفع. فالأجر بقدر المشقّة لا بقدر الراحة. فمن ترى مشقّة أكثر في الدنيا تكون درجتها أرفع. والأمّهات اللاتي عندهنّ شهداء من أولادهنّ أو إخوانهنّ، فستكون درجاتهنّ أرفع. فهنيئاً لأولئك الشهداء، وهنيئاً لزوجات الشهداء ولأمّهات الشهداء، وهنيئاً لهم جميعاً على الدرجات الرفيعة. وأوضح سماحته، بقوله: الدنيا تنتهي عن الكلّ وتبقى الحسرة في الآخرة للمؤمنين والمؤمنات الذين كانت مشاكلهم أقلّ. فهؤلاء يتحسّرون انّه ليت مشاكلهم كانت أكثر. ولذا وفي الوقت الذي أسلّي الجميع وخصوصاً الأمّهات المفجوعات بالشهداء من أولادهنّ، أقول لهنّ، إنّ الله عزّ وجلّ يقول: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) سورة البقرة: الآية157. وهذه هي للذين يقولون عند المصيبة: (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) سورة البقرة: الآية156. فـ(إنّا لله) يعني نحن ملك لله تعالى لا لأنفسنا، فبدون اختيارنا جئنا للدنيا، وبلا اختيار منّا نذهب من الدنيا إلى الله تعالى، والمرجع إلى الله عزّ وجلّ، وهو قوله تعالى: وإنّا إليه راجعون. وختم سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، وصاياه القيّمة قائلاً: أسأل الله تبارك وتعالى أن يرجعكنّ جميعاً، سالمين إلى سالمين، وموفورين، وأن تكون زياراتكنّ وطاعاتكنّ مقبولة، وذنوب مغفورة، وأسأله تعالى أن يعينكنّ جميعاً، وأنا أدعو لكنّ، وأنتنّ تدعون لي في مزارات الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين.
|
||||
|