ثامن أيام مجالس العزاء في مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة

بحضور العديد من العلماء والفضلاء وأساتذة الحوزة العلمية وطلبتها وجموع المؤمنين واصل مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في مدينة كربلاء المقدسة عقد مجالس العزاء إحياءً لذكرى شهادة ريحانة رسول الله وسبطه الإمام الحسين وولده وأخوته وصحبه الأبرار صلوات الله عليهم في طف كربلاء عام 61 هجرية.

مجلس العزاء في اليوم الثامن من شهر محرم الحرام 1439 هجرية وللفترة الصباحية استهل بتلاوة قرآنية مباركة بصوت المقرئ الحاج مصطفى الصرّاف ـ قارئ ومؤذن الروضة الحسينية المطهرة ـ ومن ثم ارتقى المنبر المبارك الخطيب الحسيني فضيلة السيد عدنان جلوخان مستمداً بحثه من الآية 78 من سورة النساء وهي قوله تعالى: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ).

فعقّب مبيناً ان سنة الله تعالى في عالم الخلق اقتضت موت الإنسان وعدم خلوده في هذه الدنيا حيث انه لم يخلق لها بل للدار الآخرة وما الدنيا إلا دار اختبار وابتلاء فيرتب الإنسان منزلته ومكانه في الآخرة فيها، ولذا لابدَّ من اغتنام الفرص باكتساب الدرجات العالية والمنازل الرفيعة عبر النجاح في الاختبار الإلهي.

وأضاف: لا يمكن لأي إنسان النجاح في الاختبار إلا عبر التمسك بنهج أهل البيت عليهم السلام فهم الصراط القويم والنهج المستقيم فمن تمسك به نجا ومن تخلف عنه هلك.

وأكد ان اختبار كل إنسان بحسبه بمعنى ان الابتلاء يأتي وفق صعوبة الامتحان وتنال الدرجات بذلك ولذا نجد ان النهضة الحسينية المقدسة كانت أصعب امتحان وابتلاء عبر التاريخ وقد ورد في الأثر الشريف ان للإمام الحسين عليه السلام درجات عالية جداً لم ينالها إلا بالشهادة، وقد قدّم كل شيء في سبيل الله تعالى ومن أثم ما قدمه سلام الله عليه أولاده وأخوته وصحبه وفوق كل ذلك نفسه الزكية التي هي أثمن شيء على وجه الأرض لا يعادلها شيء، ومن هنا ذكر تفاصيل واقعة الطف الأليمة وما تخللها من أحداث جسام.

أما مجلس العزاء في الفترة المسائية فقد ارتقى المنبر المبارك الخطيب السيد مضر القزويني مستمداً بحثه من قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ). فبين ان رسول الله صلى الله عليه وآله جاء بمشروع إصلاحي عظيم للإنسانية جمعاء ويبطل الباطل بكل أنواعه وإشكاله ويصل بالإنسانية الى مرحلة الكمال الروحي فيؤسس الدولة الفاضلة وضحى في سبيل الله بالكثير في حياته المباركة ومن بعد رحيله صلوات الله عليه واله حيث واصل أوصياءه المعصومون عليهم السلام نهجه الإصلاحي العظيم وجابهوا الباطل وجنوده فقدَّموا أنفسهم الطاهرة في سبيل الهدف الأسمى.

ومن ثم تحدث حول تضحيات سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام ومن ابرز وأعظم تضحياته تقديمه أولاده الأبرار قرابين شهادة لله سبحانه وتعالى ومن هنا استعرض واقعة شهادة المولى علي الأكبر عليه السلام شبيه رسول الله صلى الله عليه واله خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً كما شهد بذلك الإمام الحسين عليه السلام.