سادس أيام مجالس العزاء الحسيني في مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله

مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة تواصل في عقد مجالس العزاء الحسيني التي أقامها منذ الليلة الأولى لشهر محرم الحرام 1439 هجرية، وفي الفترتين الصباحية والمسائية.

مجلس اليوم السادس في الفترة الصباحية استهل بتلاوة قرآنية مباركة ومن ثم ارتقى المنبر المبارك فضيلة الخطيب السيد عدنان جلوخان  مستمداً بحثه من قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)، سورة البقرة، الآية: 207.

فعقّب مبيناً ان الآية الكريمة نزلت في مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، ويشهد لذلك انه عليه السلام في مواضع  كثيرة خطيرة لم يقدم عليها أحد مكن المسلمين كان عليه السلام المقدام لها كما في غزوة الخندق وخيبر وغيرهما.

وأضاف: وعلى نهج أمير المؤمنين سار الإمامين الهمامين الحسن والحسين عليهما السلام فقدما التضحية تلو الأخرى بل ان سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام قدموا كل ما لديه في سبيل الله وقد ختم ذلك بتقديم نفسه قربان لله سبحانه في واقعة لم يشهد لها التاريخ مثيل.

أما مجلس الفترة المسائية فقد استهل بتلاوة قرآنية مباركة بصوت المقرئ الحاج مصطفى الصرّاف ومن ثم ارتقى المنبر المبارك الخطيب الحسيني فضيلة السيد مضر القزويني مستمداً بحثه من كلام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام: «وَلَقَدْ عَلِمَ الْمُسْتَحْفَظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) أَنِّي لَمْ أَرُدَّ عَلَى اللَّهِ وَلَا عَلَى رَسُولِهِ سَاعَةً قَطُّ وَلَقَدْ وَاسَيْتُهُ بِنَفْسِي فِي الْمَوَاطِنِ الَّتِي تَنْكُصُ فِيهَا الْأَبْطَالُ وَتَتَأَخَّرُ فِيهَا الْأَقْدَامُ نَجْدَةً أَكْرَمَنِي اللَّهُ بِهَا»، حيث تحدث حول  الدعوة الإسلامية المحمدية العظيمة وكيف ثبت دين الله وانتشر ودخل الناس فيه أفواجاً موعزاً ذلك الى ركائز أساسية منها، اللاخلاق المحمدية العظيمة، وأموال أم المؤمنين السيدة خديجة زوج رسول الله صلى الله عليه واله، وتضحيات مولانا امير المؤمنين عليه السلام الكثيرة حيث واسى رسول الله بكل شيء حتى نفسه الزكية حين نام في فراش رسول الله ليلة الهجرة المباركة فضلاً حتى الحروب التي خاضها.

وأضاف: ان تلك التضحيات العلوية قد استمرت بعد رسول الله صلى الله عليه واله في سبيل الله ودينه القويم وقد ورّث الإمام هذه السمة إلى ولده العظيم أبي الفضل العباس عليه السلام فظهر منه يوم عاشوراء من التضحية في سبيل إمام زمانه الإمام الحسين عليه السلام بما لم يشهد التاريخ له نظير، ومن هنا تحدث حول واقعة شهادة مولانا وسيدنا العباس عليه السلام وما تخللها من أحداث أليمة فاجعة واثر ذلك على سيد الشهداء وأهل بيته سلام الله عليهم أجمعين.