خامس أيام مجالس العزاء الحسيني في مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة

واصل مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في مدينة كربلاء المقدسة عقد مجالس العزاء الحسيني للفترتين الصباحية والمسائية التي أقامها بمناسبة ذكرى النهضة الحسينية المقدسة لهذا العام 1439 هجرية.

مجلس العزاء الصباحي ليوم الخامس من محرم الحرام 1439 هجرية استهل في تمام الساعة الحادية عشر بتلاوة قرآنية مباركة ومن ثم ارتقى المنبر المبارك فضيلة الخطيب الحسيني السيد عدنان جلوخان مستمداً بحثه من قوله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ). سورة آل عمران، الآية:144

فعقَّب متحدثاً حول جهاد رسول الله صلى الله عليه واله في سبيل نشر وتوطين الدين الحق وبيان المراد الإلهي في كيفية الحكم الإسلامي بأن يكون عبر التنصيب الإلهي وليس باختيار الناس وانتخابهم لذا فإنه صلى الله عليه واله ابلغ ذلك مرات كثيرة كان أبرزها يوم الغدير حيث أخذ البيعة من المسلمين لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام، إلا أن الواقع ان المسلمين نكثوا البيعة الإلهية وانقلبوا على أعقابهم وبذلك انحرفوا عن الإسلام الحق الأمر الذي أدّى الى مصائب وفواجع مني بها المسلمون من تسلط الطواغيت والفسقة أمثال يزيد وأبيه معاوية لعنهما الله.

ومن ثم عرج الى واقعة كربلاء التاريخية وما شهدته من أحداث جسام كونها نتيجة حتمية لانحراف الأمة عن السبيل الحق والصراط القويم الذي ضحى الأئمة الطاهرون من أولاد رسول الله صلى الله عليه واله في سبيل الإصلاح وقد بيّن ذلك الإمام الحسين في وصيته التاريخية لأخيه محمد المعروف بابن الحنفية.

أما مجلس الفترة المسائية فبعد أداء صلاتي العشاءين جماعة بإمامة سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد مهدي الشيرازي، وتلاوة قرآنية مباركة بصوت المقرئ الحاج مصطفى الصرّاف ـ مؤذن ومقرئ الروضة الحسينية المطهرة ـ ارتقى المنبر المبارك فضيلة الخطيب السيد مضر القزويني مستمداً بحثه من قوله تعالى: (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِه فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُم). سورة البقرة، الآية: 249.

فعقَّب متحدثاً ابتداءً حول القصة القرآنية وما تتميز به من عنصرين: الأول، أنّها قصص واقعية قد حدثت فعلاً في التاريخ الإنساني وليست اختراعاً من قبل روائي او قاص ما. والثاني، إنها ذكرت لأجل أخذ العبرة والدرس والعضة لا لأجل المتعة أو الأخبار فقط.

ومن ثم تحدث حول أحد تلك القصص القرآنية العظيمة وهي قصة طالوت وكيفية تنصيبه ملكاً بأمر الله تعالى على بني إسرائيل وقصة اختبار العطش من نهرٍ ما لم يذكر القرآن العظيم اسمه واختلف المؤرخون فيه، وقد نجح في الاختبار قليل من بني إسرائيل حيث الأكثر قد شرب من النهر، ومن هنا تطرق الى واقعة كربلاء وكيف اختبر سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام أصحابه فوجدهم في أعلى درجات التضحية والإخلاص في سبيل الله بأنفسهم دون الإمام الحسين عليه السلام، فذكر واقعة شهادة مسلم بن عوسجة رضوان الله عليه كمثال لتضحية الأصحاب المخلصون دون المعصوم عليه السلام.