مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله يواصل عقد مجالس العزاء الحسيني ولليوم الرابع على التوالي

واصل مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في مدينة كربلاء المقدسة عقد مجالس العزاء الحسيني للفترتين الصباحية والمسائية التي أقامها بمناسبة ذكرى النهضة الحسينية المقدسة لهذا العام 1439 هجرية.

مجلس العزاء الصباحي استهل في تمام الساعة الحادية عشر بتلاوة قرآنية مباركة ومن ثم ارتقى المنبر المبارك فضيلة الخطيب الحسيني السيد عدنان جلوخان مستمداً بحثه من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) سورة المائدة، الآية: 35.

فعقّب متحدثاً حول التقوى كونها من أهم الواجبات الشرعية، وكذا أهمية العمل من أجل النجاة في الدار الآخرة من العذاب الإلهي وضمان الفوز ولا يكون ذلك إلا بالطرق الصحيحة التي قررتها الشريعة المقدسة وقد عبر القرآن عن ذلك بالطريق المستقيم وهم أهل البيت عليهم السلام.

ويشهد لذلك ما أخبر به القرآن الكريم من قصة آدم عليه السلام قال تعالى: (فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ) سورة البقرة، الآية: 37، والكلمات كما ورد في الروايات الشريفة هي رسول الله صلى الله عليه واله وأهل بيته الأطهار، فبواسطتهم تاب الله سبحانه على آدم، وهكذا ينبغي على المؤمنين ان يتخذوا من أهل البيت عليهم السلام وسيلة اليه ليضمنوا النجاة والفوز، ومن أهم الوسائل المقربة الى أهل البيت عليهم السلام هي زيارة سيد الشهداء عليه السلام وكما ورد في الاثر الشريف: «من كان للحسين زوّاراً عرفناه بالحب لنا أهل البيت».

أما مجلس العزاء المسائي فبعد تلاوة قرآنية مباركة ارتقى المنبر الخطيب الحسيني السيد مضر القزويني مستمداً بحثه من كلام لأمير المؤمنين عليه السلام حيث يذكر ما حدث بينه وأخيه عقيلاً فقال عليه السلام: «وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ عَقِيلًا وَقَدْ أَمْلَقَ حَتَّى اسْتَمَاحَنِي مِنْ بُرِّكُمْ صَاعاً وَرَأَيْتُ صِبْيَانَهُ شُعْثَ الشُّعُورِ غُبْرَ الْأَلْوَانِ مِنْ فَقْرِهِمْ كَأَنَّمَا سُوِّدَتْ وُجُوهُهُمْ بِالْعِظْلِمِ وَعَاوَدَنِي مُؤَكِّداً وَكَرَّرَ عَلَيَّ الْقَوْلَ مُرَدِّداً فَأَصْغَيْتُ إِلَيْهِ سَمْعِي فَظَنَّ أَنِّي أَبِيعُهُ دِينِي وَأَتَّبِعُ قِيَادَهُ مُفَارِقاً طَرِيقَتِي فَأَحْمَيْتُ لَهُ حَدِيدَةً ثُمَّ أَدْنَيْتُهَا مِنْ جِسْمِهِ لِيَعْتَبِرَ بِهَا فَضَجَّ ضَجِيجَ ذِي دَنَفٍ مِنْ أَلَمِهَا وَكَادَ أَنْ يَحْتَرِقَ مِنْ مِيسَمِهَا فَقُلْتُ لَهُ ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ يَا عَقِيلُ أَ تَئِنُّ مِنْ حَدِيدَةٍ أَحْمَاهَا إِنْسَانُهَا لِلَعِبِهِ وَتَجُرُّنِي إِلَى نَارٍ سَجَرَهَا جَبَّارُهَا لِغَضَبِهِ أَ تَئِنُّ مِنَ الْأَذَى وَلَا أَئِنُّ مِنْ لَظَى».

فعقّب متحدثاً ابتداءً حول عقيل بن ابي طالب عليهما السلام وأحواله وسيرته ومن ثم عطف حين الكلام حول تضحيات عقيل وما قدّمه لحفظ الدين الى استشهاد ولده في سبيل الله سبحانه نصرته لدينه وإمامه وخليفته في أرضه الإمام الحسين عليه السلام لاسيما ولده العظيم مسلم عليه السلام ومن هنا تحدث حول نهضة مسلم عليه السلام في الكوفة وتفاصيل شهادته المفجعة سلام الله عليه.