مكتب سماحة المرجع الشيرازي يواصل إقامة مجالس عزاء امير المؤمنين عليه السلام ولليوم الثاني على التوالي

واصل مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف في مدينة كربلاء المقدسة عقد مجالس عزاء مولى الموحدِّين وسيد الوصيين وأمير المؤمنين أسد الله الغالب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بمناسبة ذكرى شهادته المفجعة في شهر الله العظيم لهذا العام 1438 هجرية.

مجلس اليوم الثاني استهل بتلاوة قرآنية مباركة بصوت القارئ محمد رضا مصطفى الصرّاف، ومن ثم ارتقى المنبر المبارك الخطيب الحسيني الشيخ وائل البُديري مستمداً بحثه بالمناسبة من حديث رسول الله صلى الله عليه واله لأمير المؤمنين عليه السلام: «لا يعرف الله إلا أنا وأنت، ولا يعرفني إلا الله وأنت، ولا يعرفك إلا الله وأنت»، مشارق أنوار اليقين، ص112.

فعقّب مبيناً صعوبة معرفة المولى أمير المؤمنين عليه السلام بحقيقته، وكلُّ ما نستطيع معرفته هو بما أخبر به أهل البيت عليهم السلام ومنه نفسه الإمام علي عليه السلام حيث أنّه ولد في بيت الله «الكعبة المشرَّفة» واستشهد في بيت الله «مسجد الكوفة المعظّم»، وحياته فيما بينها عبارة عن معراج صلاة للمولى سبحانه وفي طاعته.

وأضاف: إن المولى الإمام عليه السلام وصف لنا كيف تربى في حجر رسول الله صلى الله عليه وآله فصاغ منه عقلاً كاملاً وعلماً عظيماً وشخصية لا نظير لها على وجه الأرض، قال الإمام علي عليه السلام: «أَنَا وَضَعْتُ فِي الصِّغَرِ بِكَلَاكِلِ الْعَرَبِ وَكَسَرْتُ نَوَاجِمَ قُرُونِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ وَقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ وَالْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ وَضَعَنِي فِي حِجْرِهِ وَأَنَا وَلَدٌ يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِهِ وَيَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِهِ وَيُمِسُّنِي جَسَدَهُ وَيُشِمُّنِي عَرْفَهُ وَكَانَ يَمْضَغُ الشَّيْ‏ءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيهِ وَمَا وَجَدَ لِي كَذْبَةً فِي قَوْلٍ وَلَا خَطْلَةً فِي فِعْلٍ وَلَقَدْ قَرَنَ اللَّهُ بِهِ صلى الله عليه وآله مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِهِ يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ الْمَكَارِمِ وَمَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ وَلَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِهِ عَلَماً وَيَأْمُرُنِي بِالِاقْتِدَاءِ بِهِ وَلَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ وَلَا يَرَاهُ غَيْرِي وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَخَدِيجَةَ وَأَنَا ثَالِثُهُمَا أَرَى نُورَ الْوَحْيِ وَالرِّسَالَةِ وَأَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ وَلَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْهِ صلى الله عليه وآله فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الرَّنَّةُ فَقَالَ هَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وَتَرَى مَا أَرَى إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ وَلَكِنَّكَ لَوَزِيرٌ وَإِنَّكَ لَعَلَى خَيْرٍ».

وقال كذلك: فجعل منه رسول الله صلى الله عليه واله جُنّة الإسلام وحصنه والمدافع عنهن ومجسّده بحق، ولوا ان أهل البيت عليهم السلام أخبرونا به وتواترت الروايات بوجود هكذا شخصية لما صدّق أحد وجودها، والمتأمل في سيرته الوضاءة يجد من مكارم الاخلاق قمتها من عطف على الايتام وسيادة العدل والانصاف بين الرعية.

ومن ثم ذكر بعض الوقائع التاريخية الشاهدة على ما تقدّم خاتما البحث بتفاصيل واقعة الشهادة المفجعة.