تفسير سورة طه المباركة في مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله في الليالي الرمضانية

شرع سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد مهدي الشيرازي بتفسير سورة طه المباركة وذلك منذ الليلة الأولى من الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك لهذا العام 1438 هجرية.

محاضرات التفسير تعقد بشكل يومي بحضور العلماء والفضلاء وطلبة العلوم الدينية والمؤمنين في مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في مدينة كربلاء المقدسة.

تطرق سماحته في الليلة الأولى الى مقدمة عامّة حول القرآن الكريم وأهميته في الحياتين الدنيوية والآخروية منطلقاً في ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه واله: «إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقرآن، فانه شافع مشفَّع، وما حل مصدّق، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل على خير سبيل».

مبيناً ان النجاة في كل الأحوال هي في اللجوء الى كتاب الله وعترة رسول الله صلى الله عليه واله لاسيما وان المسلمين اليوم هم في أسوء الظروف والأحوال رغم ما هو متوفر من ثقافات وتطور وتقنية وتطورات هائلة المفروض تضمن سعادة الإنسان ولكن نجد العكس من ذلك فنرى الشقاء والتخلف والقتل والدمار وهجوم الفتن.

 الملجأ الوحيد للخلاص من هذه المآسي هو التمسك بطريق السعادة وهي ما صرح به الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً».

وأضاف: ان المسلمين تغافلوا القرآن كقانون ودستور للحياة وقد اكتفوا بالقضايا الجانبية والثانوية فبعضهم اهتم بطباعته طبعة انيقة وكتابته بخط حسن وترتيب الأجزاء والصفحات وبعضهم اهتم بتلاوته ترتيلا وتجويدا بأداء حسن وبعضهم اكتفى بإجراء المسابقات على ضوء ذلك وبعضهم اشتغل بعد حروفه وكلماته وما اشبه ذلك وبعضهم صبَّ اهتمامه على العلاج بالقرآن لمختلف الأمراض او الاستخارة او مجرد القراءة على قبر ميت او في الفواتح او حفظه بمختلف أساليب الحفظ من الابتداء من الانتهاء حفظ صفحات السور وابتداء الصفحة وما أشبه ذلك.

تجد الشاب حافظاً للقرآن الكريم لكن لا يستطيع الاستفادة منه لعدم فقهه فإن طلبت منه مثلاً ـ رغم حفظه للقرآن ـ ان يقرء آية في بعض الامور المهمة لا يستطيع فلا يعرف آية في الشورى، رغم انه يحفظها، أو حول التعددية، أو الأمة الواحدة، أو الأخوة الإسلامية،أو غيرها مما ترتبط بمعاش المسلمين ومعادهم وسعادتهم ونظامهم في الحكم وما أشبه ذلك.

لذا فقد اكد على أهمية ان نفهم القرآن عبر توضيح معانيه وتفسيره بل لابدّ من فهم لبابه والعمل به كقانون ودستور للحياة وبذلك يمكن تحصيل السعادة الحقيقية، وليس بمجرد تلاوة القرآن مثله كمثل من يطلب الشفاء من مشاهدة وصفة الطبيب دون شراء الدواء وتناوله فحتى لو قلنا بأن الشفاء عند الطبيب بإذن الله فلابد من العمل بما يقوله الطبيب ليضمن الشفاء وأما مجرد مراجعة الطبيب والاستماع اليه بدقة واخذ الوصفة ثم تقبيل الوصفة ووضعها على الرف لا يسمن ولا يغني من جوع.

وقال كذلك: القرآن كتاب حياة .. كتاب سعادة .. من أراد الدنيا فعليه بالقرآن ومن أراد خير الآخرة فعليه بالقرآن .. القرآن قراءة  وفهماً وعملاً وتطبيقاً على أرض الواقع في الحياة الشخصية والحياة العامة، ولذا أكد أميرُ المؤمنين عليه السلام على العمل بالقرآن قائلاً: «الله الله في القرآن لا يسبقنكم بالعمل به غيركم»، وكأنه يشاهد إعراض المسلمين عن القرآن وتسابق غير المسلمين إلى العمل بالقرآن لما يرونه في القرآن من نظام متكامل يضمن حياتهم الكريمة.

وهذا ومن المقرر استمرار محاضرات التفسير الى ختام الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك.