مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله يحيي ذكرى شهادة 

الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام

أقام مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة مجلس عزاء الإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام إحياءً لذكرى شهادته المفجعة في الخامس والعشرين من شهر محرم الحرام 1438 هجرية.

استهل المجلس بتلاوة قرآنية مباركة ومن ثم ارتقى المنبر المبارك الخطيب الحسيني فضيلة السيد حسين الفالي مستمداً بحثه بالمناسبة من قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ) سورة المنافقون، الآية:8.

وعقّب مبيناً ان الرواية الأشهر لدى الإمامية في شهادة الإمام السجاد عليه السلام هي المقررة شهادته في الخامس والعشرين من شهر محرم الحرام، ومن ثم أكد على ضرورة تنبيه عوام الناس على مسألة مهمة وهي مسألة مرض الإمام السجاد عليه السلام حيث كان لفترة محدودة في واقعة عاشوراء التاريخية لكي يسقط عنه فرض الجهاد بغية المحافظة على نسل رسول الله صلى الله عليه واله، أما ما يعتقده عوام الناس من استمرار مرضه الى يوم شهادته فليس بصحيح.

كما ونبه الى مسألة الأسر وتسلط أعداء الله عزّ وجلّ على أهل بيت العصمة والرسالة وسوقهم الى الشام حيث الطاغية يزيد فإن هذا كان لحكمة ربانية لبيان المظلومية وخسة الأعداء وكشف تزييفهم وانتحالهم الإسلام، ولم يكن الإمام ومن معه من أهل البيت عليهم السلام في جميع الأوقات تحت نير تسلط الأعداء بل ظهر من الإمام عليه السلام والسيدة زينب عليها السلام من المواقف المشرفة ما ينبأ بالعزة لهم وذل الأعداء وما خطبة الإمام عليه السلام في الشام بل والكوفة وما تضمنت من كلمات ومضامين عالية وبيان لمنزلة آل بيت الرسالة إلا أدلة على ان العزة لله ولرسوله ولأهل بيته والمؤمنين والذل والهوان لأعداء الله.

كما وتطرق الى ذكر بعض الوقائع والقصص الموثقة تاريخياً المبينة لمكانة والمنزلة الإمام عليه السلام ومنها في موسم الحج حين ذهب الإمام لتقبيل الحجر الأسعد فانفرج الناس عنه بصورة لم يستطع هشام بن عبد الملك ذلك وكان الأمر بحضور الفرزدق وانشد قصيدته الشهيرة في مدح الإمام عليه السلام والتي مطلعها:

هذا الذي تعرف البطحاء وطئته            والبيت يعرفه والحل والحرم

بعد ذلك تطرق إلى واقعة الشهادة المفجعة وكيف دس السم الى الإمام عليه السلام بأمر الطاغية الأموي هشام بن عبد الملك الأموي لعنه الله، بعدها تطرق الى واقعة كربلاء وما تضمنت من مآسي بحق أهل البيت عليهم السلام.