أول أيام مجلس العزاء الحسيني في مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة

أستهل مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة مجالس عزاء سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام بمناسبة حلول شهر الآلام والأحزان شهر محرم الحرام 1438 هجرية.

مجلس اليوم الأول أقيم صبيحة يوم الأحد الأول من شهر محرم الحرام 1438 هجرية، وقد استهل بتلاوة قرآنية مباركة ومن ثم ارتقى المنبر المبارك الخطيب الحسيني فضيلة الشيخ ضياء الزبيدي مستمداً بحثه من قوله عزّ وجلّ: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّك *  قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) سورة المائدة: الآية 27.

فعقّب مبيناً أهمية إحياء ذكرى سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، وأنه رغم مرور 1377 سنة على الواقعة الفاجعة العظيمة في كربلاء تتجدد هذه الذكرى سنوياً كأنما هي حديثة الوقوع.

ومن ثم استعرض إشكال البعض على تجديد هذه الذكرى كل عام، فأجابهم بأن الله تعالى أمر رسوله الكريم بتلاوة مقتل هابيل على يدي قابيل وكلاهما ولدي آدم عليه السلام، ففي الآية صدر البحث قال الله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ)، وما هذه التلاوة الا تجديد لذكرى هذه الجريمة بقتل قابيل لهابيل، وقطعا فإن القرآن انزل ليتلى ليلا نهارا الى قيام الساعة.

بعد ذلك تطرق الى تفاصيل واقعة القتل وأسبابها مفنداً ما ذهب اليه البعض من المفسرين من تأويل للأسباب لاسيما ما نقله أنه بسبب امرأة أرادها قابيل، وأكد ان الحق هو ما ذكره القرآن العظيم حينما شهد انه هو الحق ونص لفظ القرآن العظيم: (بِالْحَقِّ)، وان أهل البيت عليهم السلام بينوا لنا الحق الذي جاء فيه، ومفاده ان قابيل حسد هابيل بعد ان أمر الله سبحانه وتعالى آدم ان ينصب هابيل لخلافته وان يعطيه الاسم الأعظم وأسرار النبوة، فأعترض قابيل على ذلك، فأمرهما آدم عليه السلام ان يقدّما قرباناً فمن قبل الله تعالى قربانه فهو الخليفة من بعده، وحينما قربا قربانهما تقبل الله سبحانه قربان هابيل دون قربان قابيل، فحسد قابيل هابيل وقرر قتله وكما حكى القرآن العظيم ذلك: (إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ).

بعد ذلك تطرق الى واقعة كربلاء وشهادة الإمام الحسين عليه السلام مبيناً ان قابيل كان جاهلاً لا يعلم منزلة ولي الله وخليفة أما هؤلاء القتلة فكانوا على إطلاع واسع بمنزلة سيد الشهداء عليه السلام وقد وعى الأكثر منهم أحاديث رسول الله صلى الله عليه واله بحق الإمام الحسين عليه السلام ورغم ذلك قتلوه بهذا الشكل المفجع البشع، ومن هنا تناول بالبحث تفاصيل واقعة كربلاء التاريخية.

وهذا ومن المقرر استمرار مجالس عزاء مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله الى يوم الثالث عشر من شهر محرم الحرام 1438 هجرية.