كتاب «إلى العالم» للإمام الشيرازي الراحل أُسسٌ ودعوةٌ للتغير

 

 مما لا شك فيه إن عالم اليوم يعيش الآثار السلبية التي ابتلي بها نتيجة الحضارة المادية التي أتت من الغرب، والغربيون هم أول من وقع ضحية لهذه، وهذه الحضارة غير واقعية إنما هي انعكاس لمظالم الكنيسة، ورد فعل لما فعله الدين المسيحي المنحرف عن منهج السيد المسيح عليه السلام .. كما أن مشايعة المسلمين للغرب رد فعل لما كان يفعله الخلفاء والأمراء والسلاطين من العمل باسم الإسلام.

ومن الواضح إن من يلاحظ منهج السيد المسيح عليه السلام أو نبي الإسلام صلى الله عليه وآله أو النبي موسى عليه السلام، أو حتى مثل بوذا وكنفشيوس ونبي المجوس «زرادشت» يرى انحراف هذه المناهج الموجودة حالياً السائرة في أتباعها عن منهجهم.

نعم رفاه الغرب المادي من حيث المال و النظام، ومشاركة الناس ـ ولو نسبياً ـ في تقرير مصير أنفسهم، لا ينكر، لكنه في نفس الوقت يعاني الغرب من مشاكل لا تحصى. كما ان استعمار الغرب لسائر البلاد بحد ذاته مشكلة للغرب قبل أن تكون للبلاد المستعمرة ـ بالفتح ـ كما يلاحظ ذلك في نداءات علمائهم الذين يريدون إنقاذ أنفسهم عن هذه الجريمة الاستعمارية، وإنقاذ البلاد المستعمرة ـ بالفتح ـ عن ما يجري عليهم من الجريمة الانسانية بالاستعمار و الاستثمار.

الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي ـ أعلى الله درجاته ـ استظهر قبل عشر سنوات من سقوط الاتحاد السوفيتي في عدة كتب، ومنها (ما ركس ينهزم): ان الإتحاد السوفيتي يسقط عن قريب، وكان كذلك، وبعد ذلك استظهر سماحته سقوط الغرب ايضاً ـ ولو بالتغيير في مناهجهه ـ وقد كتب في ذلك كتاباً باسم (الغرب يتغيّر).

إذا فالمهم ان يأخذ العقلاء زمام التغيير لئلا يتغير إلى ما يمثل النظام الحالي في السوء او أسوء ـ والعياذ بالله ـ وقد رأينا كيف إن الإتحاد السوفيتي لما تحطم لم يصب مثل لتوانيا واستونيا بسوء حيث انهم كانوا على استعداد للتغيير الى الأحسن، بينما البلاد الإسلامية هناك أمثال: اذربيجان والشيشان وما اشبه اصيبت بسوء لما لم يكونوا مستعدين للتغيير الى الأفضل.

ان من يفاجىء بسقوط من الجبل وهو قريب منه يصيب اكبر الخوف والأذى بينما من يعلم ذلك ويستعد له لا يصيبه أي شيء من الأذى والكلام في المقام من هذا القبيل ففد قال الحكماء: (حكم الأمثال فيما يجوز وفيها لا يجوز واحد) ان الإصلاح العالمي التام لا يكون إلا بيد الإمام المهدي «عجّل الله فرجه الشريف»

خروج إمامٍ لا محالة ظاهر                يقوم على اسم الله بالبركات

أما الإصلاح بقدر فهو ممكن قبله عليه السلام من باب الدعوة الى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذه الأمور الثلاثة عقليّات قبل أن تكون شرعيات ولذا فان سماحته يوجه دعوة عامة فيقول:« فلنشد الأحزمة لهذا التغيير العالمي فالظرف صالح ومقدّمات التغيير التي هي عجز العالم عن إنقاذ نفسه وجعله في طريق النجاة حاصلة والأمر بعون الله سبحانه ميسور وما ذلك على الله بعزيز وهو الموفق المستعان ».وهذه مجملة الأسباب أوردها السيد الإمام في مقدمة الكتاب ليبحث بعد ذلك في مواضيعه.

  

من عناوين الكتاب:

عدم الازدواجية، النظر إلى الهدف فقط، إيقاف غير المغرضين أمام المغرضين، اللاعنف، عدم التهاتر وترك العقوبة، الشباب والشيوخ، تغيير واقع الحياة، الانطلاق إلى العالم، التفرغ، التعقل، خدمة الناس، الأهم والمهم، لا لليأس، إيقاف المعتدي، تحمل الآلام، علاج النقص، سعة الصدر، التشجيع، تحويل الكذب الى صدق، التغيير العام، عمق النظر، معرفة مواضع الاستعمار، الكفاءات الدينية والدنيوية، ما هي مهمة الحركة؟.

 

عدد الصفحات: 136

الحجم: وزيري 17×24

الطبعة: الأولى 1431 هـ /2010 م ، مطبعة النجف الأشرف، حي عدن.

الناشر: مؤسسة المجتبى للتحقيق والنشر ـ كربلاء المقدسة، بالتعاون مع مؤسسة الوعي الإسلامي ـ بيروت لبنان.