كتاب عيد
الغدير في طبعته الثانية رؤية جديدة وفكر
خلّاق

الأمة العظيمة ذات الحياة
المستديمة هي المتضمنة لمحاور البقاء ومواقف العظمة أي في كل
أمة لا بد من عامل حياة واستدامة وامتنا الإسلامية تضمنت
عوامل بقاء عدة كان أعظمها هو عيد الغدير الأغر ذلك اليوم
الذي شكل انعطافة جبارة ومعيار لقياس الحق فيمن تمسك به
وضابطة بقاء عظمة الأمة وقوتها وتطورها.
وحينما أقصي الغدير لم تستطع
الأمة تحقيق ما خطط لها أو ما ينبغي ان تكون عليه خير الأمم
وأكثرها رفاهية وتطوراً في الميادين كافة، كان الإنقلاب على
الأعقاب ملازم لانقلاب الأمة القهقرى كونها عملت خلاف الواقع
الصحيح الذي أمر به المولى سبحانه رغم تأكيد الرسول صلى الله
عليه وآله يوم الغدير العظيم
(من كنت
مولاه فهذا علي مولاه)
فيحكم العقل دون أدنى شك بأن علي أمير المؤمنين عليه السلام
أولى بالمؤمنين من أنفسهم.
إذاً ان كان الأول أو الثاني
مؤمنَين فإن أمير المؤمنين علي عليه السلام أولى بهم من
أنفسهم، فكيف يكونا أولياء أمره وخلفاء عليه إن هذا لأمر
عُجاب ولكن التعصب الأعمى والجهل والتقليد الزائف عوامل
إنحطاط الفكر والعقيدة.
الخلاصة إن فئة ما انحرفت عن
منهج الإسلام واضرت بمصالح المسلمين وسعادتهم الى أمد بعيد،
وإلى أجيال صارت تعيش الشقاء والبؤس والدكتاتورية، وما تعيشه
اليوم من تخلف وتبعية وفقر وأزمات هو نتيجة لذلك الانحراف
التأريخي الكبير، فلو تمسك المسلمون بمنهج الغدير لنالوا
السعادة والخير في الدنيا والآخرة.
وهكذا ينبغي علينا جميعاً
كمسلمين أن نجعل من إحياء (يوم الغدير) إحياءً لمنهج الغدير
وإحياء لرموزه وما دعوا إليه من الحرية والعدالة والتكافل
والتعايش والرفاه والإزدهار.
لذلك ستبقى (بيعة الغدير)
نقطة مضيئة في التأريخ الإنساني ومناراً يهتدى له لإعادة
الأمور الى نصابها، ورفع راية العدالة والحق ممثلة بأهل
البيت عليهم السلام ومسعاهم في تحقيق السعادة للمسلمين
والإنسانية جمعاء.
هذا
الكتاب:
وفي هذا
الكتاب نقرأ عرضاً مستفيضاً لرؤية عدد من كبار فقهاء الأمة
من آل الشيرازي الكرام في عدة محاضرات قيمة حول مآثر يوم
الغدير ومنهج الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في مقابل
منهج السقيفة، بل الكتاب في حقيقته
اشتمل على
ثلاثة كتب
هي:
«عيد الغدير أعظم الأعياد في الإسلام»
للإمام
السيد محمد الشيرازي أعلى الله درجاته و«مواهب
الغدير»
للمرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله
وكتاب
«منهج
الغدير»
لآية الله السيد محمد رضا الشيرازي قدس سره.
وتقدم
لنا هذه المحاضرات رؤية معمقة لمنهج الغدير في الحياة وكيفية
التعامل مع مناسبة يوم الغدير وضرورة ان يستمد المؤمنين من
هذه السيرة المعطرة بنفحات النبوة، خطوط عمل واضحة لأعمالهم
التي ينبغي ان تصب في جانب الإصلاح البشري ما دامت الحياة
على قيد التواصل.
ان الجهد المبذول في هذه
المحاضرات، ينم عن كفاح كبير لهؤلاء الفقهاء في المتابعة
والبحث والتدقيق ثم تقديمه لرؤية عمل واضحة تتيح لمن يرغب من
الناس عامة ان يستمد منها عناصر الإصلاح والتطور بما يحقق
لهم منفعة في الدنيا وأجراً مضموناً بإذن الله تعالى في
الآخرة.
فمن اراد ان يحصّنِ نفسه من
الزلل والخطأ في هذه الدنيا الفانية ينبغي ان يتمثل بما ورد
القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة وسيرة أهل البيت
عليهم السلام لإعلاء الحق وإطلاق نهج الإصلاح صوتاً وفعلاً
وإشاعته بين المؤمنين ونبذ الظلم بكل أشكاله والتواصل في
محبة أهل البيت عليهم السلام والتضامن معهم والتعمق بسيرتهم
العظيمة التي تعطينا الدروس والعبر للتقرب الى الله تعالى
والوصول الى حياة مستقيمة خالية من الخلل والتجاوز والخطأ
الديني والدنيوي.
من عناوين الكتاب:
العيد في الإسلام، قصيدة
الغدير، مع الأصبغ بن نباته، أهل البيت عليهم السلام وعيد
الغدير، جبرئيل ويوم الغدير، الغدير برواية الشعر، سريّة
أسامة خطوات بعد الغدير، الرزية كل الرزية، إكمال الدين
وإتمام النعمة، عيد الله الأكبر، السمو المعنوي وتضاعف
الدرجات، استحباب الصوم في يوم الغدير، إقامة أحكام الله
تعالى، العدل والإنصاف، الرحمة الإنسانية، عدم إكتناز الحاكم
للثروات، بساطة العيش، مواساة الناس، إرساء دعائم الحرية،
دروس في التعامل، مسؤوليتنا تجاه الغدير، تغييب مرجعية أهل
البيت عليهم السلام في البخاري، نهج البلاغة مفتاح لحل
المشكلات، جعل الغدير يوماً للتحول والتجديد، الجماهيرية،
التقسيم العام للفائض من بيت المال، الطرح العقائدي الموروث،
الطرح الحضاري، غدير الأميني غديره.
عدد الصفحات:
167
الحجم:
وزيري 17×24
الطبعة:
الثانية 1431
هـ /2010
م ،
مطبعة النجف الأشرف، حي عدن.
|