كتاب فقه السائرين والزائرين للإمام الحسين عليه السلام

 

تمهيد:

لكل شيء تفسير وتحليل، وللشوق درجات وأساليب، لكن شوق الجماهير لأبي عبد الله الحسين عليه السلام ليس له تفسير وليس له حد! لأنه ناتج عن تلك الحرارة التي زرعها الله في قلوب المؤمنين، والتي أشار إليها الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بقوله: «إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً». مستدرك الوسائل ج10ص318ب49

هذا الشوق الذي أوصل الجماهير الى حد الجنون في هذا الإمام الكبير، فتقطع الآلاف من الكيلومترات لأجل التزود من معينه فإن سير الإنسان من مكان الى آخر صعب جداً، خاصة إذا كان هذا الطريق طويلاً وبعيداً ومزروعاً بالأخطار بل ان بعض الناس لا يقوى ان يقوم ليشرب الماء أو يحضر لنفسه شيئاً مّا، لكن عندما يتعلق الأمر بالإمام الحسين عليه السلام يختلف الأمر تماماً، فنجد الكثير من المؤمنين يسيرون على الأقدام ويقطعون آلاف الكيلومترات ومن مدن عديدة مع خطورة الطريق وصعوبة السير المزروع بالقتل والتفجير لمحبي أهل البيت عليهم السلام واتباعهم، الذين لم يبتغوا شيئاً إلا الوفاء لمحمد صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وتطبيقاً لكلام القرآن حيث قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم وهو يوصي الناس بالوفاء لمحمد وأهل بيته عليهم السلام: (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى‏) الشورى:23.

وقال صلى الله عليه وآله: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً». بحار الأنوار ج2ص100ب14ح59

فتمسكاً من هذه الجماهير المؤمنة بكلام الله والتزاماً بوصية الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بقيت سائرة على هذا الدرب، درب كربلاء، درب الشهادة والوفاء، درب الإيمان والجهاد، درب الصدق والبر والإحسان، الدرب الذي جمع الفضائل والمحاسن.

ففي كل عام تُشد الرحال من مختلف مدن العراق الى أرض الشهداء أرض أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وفي كل عام تكرر الجماهير ذلك الهتاف الذي يخيف الأعداء وبصوت عال وتقول: (لبيك يا حسين) ويكتبون على أعلامهم وصدورهم وقلوبهم:

لو قطَّعوا أرجلنا واليدين                   نأتيك زحفاً سيدي يا حسين

وبسبب كثرة السائرين في هذا الدرب، ولكثرة الأسئلة التي يبحث أصحابها عن جواب في ذلك الطريق، الذي ربما يقل فيه وجود رجال الدين، وينقطع فيه الإتصال بالحوزة العلمية المباركة، كان هذا الكتاب ليجيب عن تلك الأسئلة التي يبتلى بها الأخوة السائرون وقد قام المؤلف وهو فضيلة الشيخ حسين المحمداوي بوضعها أمام سماحة السيد المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله ومن ثم قام بجمعها وتبويبها في كتاب أسماه فقه السائرين والزائرين الى الإمام الحسين فكان هذا الكتاب، وقد قامت دار العلقمي للطباعة والنشر في كربلاء المقدسة بطبعه ليتم توزيعه خلال أربعينية سيد الشهداء عليه السلام لعام 1431هـ.

 

 

من عناوين الكتاب:

مشروعية الزيارة وفضلها، أحكام الطهارة، أحكام الصلاة، الطعام وأحكامه، أحكام موظفي الدولة والطلبة، المواكب والحسينيات وبعض أحكامها، اللقطة وأحكام الأوقاف، مسائل في الطب، مسائل متفرقة، بعض أحكام النساء.

 

عدد الصفحات: 80

الحجم: وزيري 17×24

الطبعة: الثانية 1431 هـ /2010 م ، مطبعة النجف الأشرف، حي عدن.