كتاب مواهب الغدير وخطبته كلماتٌ في الصميم

 

 مما لا شك فيه أن الباري سبحانه وتعالى ارتضى الإسلام ديناً دون غيره من الأديان السماوية أو الارضية وصرح بذلك القرآن الكريم قائلاً: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلاَمِ  دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ  الْخَاسِرِينَ) آل عمران:85، ومن هنا تتجلى العظمة بكما لها المتمثل بالرضا الإلهي قال تعالى: (وَرِضْوَانٌ مِنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة:72.

وان العظمة الحقيقة للإسلام حيث تمامه وكماله فتبرز أهمية الولاية الإلهية الشرعية بالنص على أمير المؤمنين عليه السلام في غدير خم وفيها أكمل الإسلام وكان الإسلام الكامل، وقد ذكر الكثير من المفسرين آية إكمال الدين واتمام النعمة وهي قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ  لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ  الْإِسْلاَمَ دِيناً) المائدة:3، نزلت بمناسبة عيد الغدير واخذ البيعة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

أن الغدير المبارك الغَر يمثل بالحق الرضا الإلهي والإمتحان الأزلي للبشرية فما من مسلم اراد الإيمان والإرتقاء به إلا وأُختبر بالغدير أي الولاية فإن قبلها واعتنقها عقيدة إسلامية خالصة دون شَوب فقد نجح وصار مؤمناً وهو تحت ظل رضا الله الأكبر وان رفضها فهو من المبعدين لأنه اعتنق إسلاماً ناقصاً غير تام وكامل فالله سبحانه أراد سلاماً كاملاً وليس ناقصاً فلا يكونن المسلم مصداقاً لقوله تعالى: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) البقرة:85.

ومن ثم فالغدير في واقعه الإسلام المحمدي الأصيل وبالتالي فهو منهج الحياة، ولو جعلناه محور سلوكنا  ومركز دنيانا وضابطة تصرفاتنا لأكلنا من فوق رؤوسنا ومن تحت أرجلنا، كما قال سلمان المحمدي رضوان الله عليه: « بايعوا علياً فوالله ان بايعتموه لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أرجلكم ».

ولكن هيهات فقد بان الصبح لذي عينين، ولقد سلكت الأمة إسلام الشيخين واقتفت منهجهما المعوَّج دون رضا الله سبحانه وبذلك كان الإنقلاب على الاعقاب قال تعالى: (وَمَا مُحمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى‏  أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنْقَلِبْ عَلَى‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً  وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ) آل عمران:144.

رغم ذلك ما زالت عصابة من الأمة هي اليوم شطرها مستقيمة على الحق متخذة منهج الأطهار نموذج الحياة ومسلك البشرية مؤمنين بأن الأرض لله يورثها عباده الصالحين وعداً منه سبحانه في التوراة والزبور والإنجيل والقرآن، فالمستقبل للغدير وسيعرف العالم أجمع أهمية الغدير يوماً ما، وعلى المؤمنين العمل الجاد لإيصال رسالة الغدير، ومن هنا تأتي أهمية كتاب خطبة الغدير ويليه كتاب مواهب الغدير كمساهمة في هذا المضمار بقلم علم من أعلام الأمة ومرجع من كبار مراجعها وهو آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف وقد صدر الكتاب عن دار العلقمي للطباعة والنشر في كربلاء المقدسة.

 

من عناوين الكتاب:

عظمة الغدير عند الله تعالى، إكمال الدين وإتمام النعمة، سبيل الله الأوحد، مظهر القيم، مفهوم الأعياد الدينية، عيد الله الأكبر، الغدير ومواهب الله تعالى، السموّ المعنوي وتضاعف الدرجات، إستحباب الصوم في يوم الغدير، العدل والإنصاف، الرحمة والإنسانية، إرساء دعائم الحرية، مواساة الناس، دروس في التعامل مع المعارضين، الغدير ومثيروا الحرب، الغدير والخوارج بعد صفين، تداعيات اقصاء الغدير، مسؤوليتنا تجاه الغدير.

 

عدد الصفحات: 64

الحجم: وزيري 17×24

الطبعة: الأولى 1430 هـ /2009 م ، مطبعة النجف الأشرف، حي عدن.

الناشر: دار العلقمي للطباعة والنشر، العراق ـ كربلاء المقدسة ص ب1094.