كتاب عيد
الغدير أعظم الأعياد في الإسلام رؤية معمقة وضرورة حياتية

يعيش المسلمون في مثل هذه
الأيام ذكرى واقعة عظيمة خلّدها التأريخ البشري والتي هي من
أيام الله العظمى، ألا وهي
(بيعة
الولاية وعيد الغدير)
حيث نصب نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وبأمر الله تعالى
مسؤولية قيادة الأمة من بعده الى أمير المؤمنين الإمام علي
بن أبي طالب عليه السلام، ولكن التجاذبات التي حدثت بعد هذه
الواقعة الخالدة الموثقة جاءت خلافاً للإرادة النبوية
والإلهية التي تعلم ما سيؤول إليه مصير المسلمين بعد رحيل
قائدهم ونبيهم الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وهكذا كانت
الفئة التي خالفت ما قال به النبي صلى الله عليه وآله ترى في
مصالحها الفردية والفئوية هدفاً أعلى من الهدف الإسلامي
الشامل الذي يتمثل بحاضر ومستقبل الإسلام في تلك المرحلة
العصيبة.
فقد انحرفت هذه الفئة عن منهج
الإسلام واضرت بمصالح المسلمين وسعادتهم الى أمد بعيد، والى
أجيال صارت تعيش الشقاء والبؤس والدكتاتورية، وما نعيش اليوم
من تخلف وتبعية وفقر وأزمات هو نتيجة لذلك الإنحراف التاريخي
الكبير، فلو تمسك المسلمون بمنهج الغدير لنالوا السعادة
والخير في الدنيا والآخرة.
وهكذا ينبغي علينا جميعاً
كمسلمين أن نجعل من إحياء (يوم الغدير) إحياءً لمنهج الغدير
وإحياءً لرموزه وما دعوا اليه من الحرية والعدالة والتكافل
والتعايش والرفاه والإزدهار.
لذلك ستبقى (بيعة الغدير)
نقطة مضيئة في التاريخ الإنساني ومناراً يهتدى به لإعادة
الأمور الى نصابها، ورفع راية العدالة والحق ممثلة بأهل
البيت عليهم السلام ومسعاهم في تحقيق السعادة للمسلمين
والإنسانية جمعاء.
وبياناً لما تقدم في صدر في
كربلاء المقدسة كتاب «عيد الغدير أعظم الأعياد في الإسلام»
إعداد ونشر المؤسسة العالمية لإحياء تراث الإمام الشيرازي
قدس سره وبمساهمة هيئة السيدة فاطمة المعصومة النسوية في قم
المقدسة.
وفي هذا الكتاب نقرأ عرضاً
مستفيضاً لرؤية عدد من كبار فقهاء الإمة من آل الشيرازي
الكرام في عدة محاضرات قيمة حول مآثر يوم الغدير ومنهج
الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في مقابل منهج السقيفة،
حيث تقدم لنا هذه المحاضرات رؤية معمقة لمنهج الغدير في
الحياة وكيفية التعامل مع مناسبة يوم الغدير وضرورة ان يستمد
المؤمنون من هذه السيرة المعطرة بنفحات النبوة، خطوط عمل
واضحة لأعمالهم التي ينبغي ان تصب في جانب الإصلاح البشري ما
دامت الحياة على قيد التواصل.
إن الجهد المبذول في هذه
المحاضرات ينم عن كفاح كبير لهؤلاء الفقهاء في المتابعة
والبحث والتدقيق ثم تقيمه لرؤية عمل واضحة تتيح لمن يرغب من
الناس عامة ان يستمدوا منها عناصر الإصلاح والتطور بما يحقق
لهم منفعة في الدنيا وأجراً في مضموناً بإذن الله تعالى في
الآخرة.
فمن أراد ان يحصن نفسه من
الزلل والخطأ في هذه الدنيا الفانية ينبغي ان يمتثل بما ورد
في القرآن الكريم وسيرة أهل البيت عليه السلام لإعلاء الحق
وإطلاق نهج الإصلاح صوتاً وفعلاً وإشاعته بين المؤمنين ونبذ
الظلم بكل أشكاله والتواصل في محبة أهل البيت عليهم السلام
والتضامن معهم والتعمق بسيرتهم العظيمة التي تعطينا الدروس
والعبر للتقرب الى الله تعالى والوصول الى حياة مستقيمة
خالية من الخلل والتجاوز والخطأ الديني والدنيوي.
أبرز عناوين الكتاب:
العيد في الإسلام،
قصيدة الغدير، أهل البيت عليهم السلام سفن النجاة، مع الأصبغ
بن نباتة، الشيعة وحب أمير المؤمنين عليه السلام، أهل البيت
عليهم السلام وعيد الغدير، مهمة تبليغ الرسالة، الصحابة
يبايعون علياً عليه السلام، الشهادة الثالثة في يوم الغدير،
سريّة أُسامة خطوات بعد الغدير، الرزية كل الرزية، مفهوم
الأعياد الدينية، عيد الله الأكبر، السموّ المعنوي وتضاعف
الدرجات، استحباب الصوم في يوم الغدير، العدل والإنصام،
الرحمة والإنسانية،
تداعيات اقصاء الغدير،
مسؤوليتنا تجاه الغدير، تغييب مرجعية أهل البيت عليهم السلام
في البخاري، نهج البلاغة مفتاح لحل المشكلات، جعل الغدير
يوماً للتحول والتجديد، منهج السقيفة، التقسيم العام للفائض
من بيت المال، الطرح العقائدي الموروث، الطرح الحضاري، غدير
الأميني غديره.
عدد الصفحات:
176
الحجم:
وزيري 17×24
الطبعة:
الأولى 1430 هـ /2009
م ،
مطبعة النجف الأشرف، حي عدن.
إعداد
ونشر: المؤسسة العالمية لإحياء تراث الإمام الشيرازي
طبع بمساهمة هيئة السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام
النسوية ـ قم المقدسة
|