كتاب في رحاب الإمام الشيرازي ـ القائد الأسوة ـ في طبعته السابعة

 

 

آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته نادرة من نوادر التاريخ الشيعي، في شخصيته وسيرته وفكره وآثاره..ومع مرور الأيام سوف تتجلى جوانب العظمة في هذه الشخصية الفريدة..وينموا الأثر الذي تركه على الناس عاماً بعد عام فهو في الدرجة الأولى مؤمن شديد الإيمان بالله واليوم الآخر..متديّن شديد المحبة لأهل البيت عليهم السلام، وكان زاهداً في زخارف الدنيا ومباهجها..ثم هو مرجع للفتوى، وزعيم ديني، من الطراز الأول.

ولكنه لم يكن ذلك فقط، بل كان زعيماً جماهيرياً يحرك الناس بإتجاه ما يؤمن به من أهداف. وله كل صفات الزعماء من الشجاعة والإقدام والعبقرية..الخ.

وإلى جانب ذلك كان كاتباً ومؤلفاً ـ ترك من الآثار ما تعجز عن تصديقه الأذهان: أكثر من ألف كتاب!

وكان الإمام الشيرازي صاحب رأي وتحليل ونظرية في شتى جوانب الحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية، وقد صدرت عدة كتب عن منهجه الفكري في الآونة الأخيرة.

وكان الإمام الشيرازي مثالاً للأخلاق، وصانعاًُ للأمة حتى كان يقول أعداؤه وخصومه: لا تزوروه فإنه يسحر الناس بأخلاقه!.

وأخيراً كان الإمام الشيرازي أباً نموذجياً لأولاده وجداً لا ينسى لأحفاده. يحتفظ كل واحد منهم بعشرات المواقف والقصص الجميلة. محبوب لديهم لدرجة أنهم لا يتركون مزاره ليلاً إلا ليأتوه نهاراً ولا نهاراً إلا ليأتوه ليلاً..يكادون لا يصدقون موته حتى بعد مرور أربعين يوماً على وفاته.

كل من عاشر الإمام الشيرازي فترة من الزمن، كانت تتجمع لديه قصص لا تنسى من كريم أخلاقه وحسن سيرته وجميل صفاته..حتى إنه ما زاره أحد إلا وأحبه، ولا عاشر أحد إلا وصادقه ولا عرفه أحد من قريب إلا وأكبر فيه الروح العالية، والأخلاق العظيمة.

شخصية نادرة ذات أبعاد متعددة، من يطّلع على موسوعته الفقهية التي بلغة المائة والستين مجلداً قد يتصور أن صاحبها مجرد فقيه ولا غير.

ومن ينظر الى كتبه ومؤلفاته يراه صاحب نظرية فكرية للنهوض بالأمة، وبناء مجتمع سعيد ليس إلا.

ومن ينظر الى مشاريعه ومؤسساته الدينية والإجتماعية التي تنتشر من كربلاء..إلى واشنطن يتصور أنه كان باني (المؤسسات الخيرية)، فقط.

وأما من يدرس سيرته مع الحكام، مجاهداً صلباً في سبيل الله، يقارع الظالمين ويؤلب الأمة عليهم صابراً محتسباً على ما يلاقيه في هذا الطريق.

ولقد كان هذا كله والمزيد، فقد ربّى جيلاً من العلماء العاملين المجاهدين وكان قدوة في أسرته وقدوة في مجتمعه وقدوة لأمته وسيبقى مثلاً يحتذى لفترة طويلة.

فجّر نهضتين: الأولى في كربلاء، والثانية في الكويت..

ولو أتيحت له الفرصة لفجر نهضة أخرى ثالثة، وقد أرسى قواعدها بفكرة، وإن كان قد منع من قيادتها بشخصه.

وهاجر مرتين: الأولى من العراق الى الكويت، والثانية من الكويت الى إيران.

وجاهد دكتاتورين: الحكم العراقي حيث مسقط رأسه، والحكم الإيران حيث مثواه الأخير.

وله في كل هذه المجالات سيرة طيبة وتاريخ طويل وما كتب حتى الآن عن ذلك التاريخ ليس إلا كقطرة من بحر خضمّ.

وأخيراً ـ قضى الإمام الشيرازي نحبه كأجداده الطاهرين. لم يُعرف قدره حق المعرفة، ولا أدّي حقه حق الأداء، ولا أستفيد من ذلك النبع المتفجر الفيّاض حق الإستفادة، ولما قضى نحبه هزّ نبأ وفاته المفاجيء العالم الإسلامي، وشيع جثمانه بحرارة وحرقة لا نظير لها في تاريخ مدينة قم منذ تأسيسها قبل أكثر من ألف عام.

ولأجل تسليط الأضواء أكثر على مسيرة حياته الحافلة وجهاده الطويل صدرت الطبعة السابعة من كتاب في رحاب الإمام الشيرازي (قدس الله نفسه الزكية) القائد ـ الأسوة

بمناسبة الذكرى السابعة لرحيله، الكتاب من إعداد المؤسسة العالمية لإحياء تراث الإمام الشيرازي حيث طبع بمساهمة هيئة أنصار الحجة عجل الله فرجه النسوية في دولة الكويت وهو من منشورات دار العلقمي للطباعة والنشر في كربلاء المقدسة.

 

من عناوين الكتاب:

الإمام الشيرازي نظرة عامة، إطلالة عامة على شخصية الإمام الشيرازي، هكذا عاش في نفسه، قائد النهضة في كربلاء، وبعث النهضة في الكويت، وقارع الظالمين، عاش زاهداً، وعمل مخلصاً، كان حسينياً وأباً للحسينيين، ونصيراً للفقراء والمستضعفين، ومن أشد المدفعين عن أهل البيت عليهم السلام، القرآن الكريم في حياة الإمام الشيرازي، المحاور الأساسية في فكر الإمام الشيرازي، لقطات من أخلاق الإمام الشيرازي، الأيام الأخيرة في حياة الإمام الشيرازي، الرحيل الى الله.

 

عدد الصفحات: 104

الحجم: وزيري 17×24

الطبعة:  السابعة 1429 هـ /2008 م ، مطبعة النجف الأشرف، حي عدن.

الناشر: دار العلقمي للطباعة والنشر، العراق ـ كربلاء المقدسة ص ب1094.