كتاب: من
أسباب الفقر والحرمان في العالم
للإمام الراحل المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد
محمد الشيرازي
(أعلى الله درجاته)

صدر
حديثاً كتاب
(من أسباب
الفقر والحرمان في العالم)
للإمام الراحل المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد
محمد الحسيني الشيرازي (أعلى الله درجاته).
ما زالت
المجتمعات البشرية تعاني من مشكلة الفقر وهي اليوم تعد الأشد
فتكاً وضرراً بالشعوب الفقيرة والمحرومة بل حتى الدول
المتقدمة والتي تعتبر رمزاً للغنى والرفاهية وذلك بسبب
السياسات الخاطئة التي تنتهجها الأنظمة المتسلطة على رقاب
الشعوب والتي لا تسير وفق المنهج الإلهي الذي ارتضاه الله
للإنسان بل تعمل وتسير وفق ما ترسمه هي وتراه صحيحاً لتأمين
مصالحها وتمريرا لسياستها التوسعية غير آبهة بمصلحة الشعوب.
إن
كثيراً من الدول المتقدمة مادياًُ أخذت تعمد إلى إخفاء حالة
الفقر التي تعصف بها والتي تجتاح حياة شرائح كثيرة من
المجتمع للإبقاء على صورتها الدعائية في العالم إلا أنها لم
تكن قادرة على إخفاء تلك الحقيقة بالمرة فأخذت الحقيقة تظهر
إلى العلن وعلى ألسنة المسئولين من هنا وهناك.
ففي
سويسرا مثلاً كشف إحصاء حكومي أحيط بشيء من التحفظ بأن عدداً
كبيراً من المواطنين هم فقراء حقيقيين وأن 6% من العمال هناك
لا يحصلون على دخل كافي لمعيشتهم في الوقت الذي تتجمع أموال
معظم أغنياء العالم الكبار والتجار الدوليين في المصارف
السويسرية وتجني الحكومة مبالغ خيالية جراء الفوائد والعوائد
المالية الكبيرة التي تفرضها القوانين المالية السويسرية على
المشاريع والأعمال التي تقوم بها الشركات فقد بينت أرقام
الإحصاء الرسمي بأن عدد الأفراد السويسريين الذين يعيشون
تحت عتبة الفقر أزداد بنسبة 50% خلال بضع سنوات وأن هذه
النسبة في حالة ازدياد.
وأما في
بريطانيا فيوجد\ 12 مليون فقير يعيش فيها وفي أمريكا انعقد
المؤتمر القومي باسم مؤتمر الجوع القومي في شكاغو عام 1999م
وفي هذا المؤتمر صرح وزير الزراعة الأمريكي بأنه يوجد في
أمريكا واحداً من كل عشيرة أشخاص يعاني الجوع
أي أن 10% من الشعب الأمريكي يعتبر فقيراً وأما في ألمانيا
فقد بلغ عدد الذين يعيشون في حالة فقر 3 مليون إنسان بينما
يعتبر 45% من سكان أمريكا الجنوبية والكاريبي من الفقراء
وأما في العالم العربي فأن أكثر السكان يعتبرون من الفقراء
ويعيشون تحت خط الفقر بالرغم من تنوع مصادر الثروات لديهم
بالإضافة إلى الأراضي الشاسعة ووفرة المياه وعلى كل حال فان
عدد فقراء العالم 1500 مليون إنسان يوجد حالياً في العالم
840 مليون جائع أو فاقد للأمن الغذائي وقد كشف التقرير
السنوي الذي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم
المتحدة (فاو) عام 2002م بأن عدد المصابين بسوء التغذية في
العالم النامي يناهز 50مليون نسمة.
وأما في
أفريقيا فأنها تشهد وضعاً مأساوياً في الكثير من مناطقها وأن
الأطفال يموتون جوعاً وعطشاً أو يجندون كمقاتلين لإذكاء نار
الحرب هناك وقد أشار تقرير التنمية البشرية إلى إن بعض الدول
الأفريقية لن تتمكن من الخروج من دائرة الفقر حتى عام 2165م.
وعلى
الرغم من وجود مجموعة من الأسباب الموضوعية التي تقف وراء
ظاهرة الفقر والجوع وانتشار الإمراض في الدول الفقيرة
والنامية إلا أن العديد من الخبراء والدارسين لهذا الظواهر
يؤكدون أن الدول الغنية هي المسئولة بشكل مباشر عن هذه
المشكلات ووصولها في الكثير من المناطق إلى حدود الكارثة
الإنسانية وان المعالجات الدولية كانت وما تزال قاصرة في
التعامل مع هذه الكوارث الإنسانية السائرة في طرق الانفجار
ويرجع السبب في ذلك إلى.
1:
الحروب فقد
كانت وما زالت هذه الدول ولفترات طويلة ساحات حرب مدمرة
تعذبها وتقف وراءها الدول الغنية وأطماعها ثروات هذه الدول
وخاصة في العالم العربي والقارة الأفريقية وأمريكا الجنوبية.
2:
ارتفاع الديون الخارجية لهذه الدول والتي وصلت إلى مستويات
خطيرة تهدد نموها الاقتصادي.
3:
إهمال عمليات الإصلاح الاقتصادي مما أرت إلى تفاقم ظاهرة
الفقر والجوع والبطالة وغيرها.
4:
الفساد
الإداري إذ تمثل هذه الطاهرة القوة الخفية التي تستنزف
الموارد المالية بطريقة عجيبة وعدم الرغبة في مكافحتها
بالرغم من خطورتها.
5:
تدمير القطاع الزراعي لهذه الدول ونعها من تصدير منتجاتها
بسبب السياسات التي تطبقها الدول المتقدمة.
6:
تزايد مشكلة التصحر وفقدان الأراضي الزراعية وهو ما ينعكس
بشكل مباشر على أصحاب هذه الأراضي وبالتالي على إنتاج وتوفير
الغذاء.
7:
ضعف
المساعدات التنموية والإنسانية التي تقدمها الدول الغنية
لهذه الدول.
8:
زيادة الإنفاق العسكري في هذه الدول إذ تخصص هذه الدول
ميزانيات كبيرة للدفاع وشراء الأسلحة والمعدات الحربية
وغيرها من لوازم الأمن.
على أن
الإسلام قد وضع الحلول الجذرية لمعالجة طاهرة الفقر والحرمان
التي أخذت تعصف الإنسان أينما كان والقضاء عليها قضاء مبرماً
وتجفيف منابعها وهذا ما سيلمسه القارئ في هذا الكتاب (من
أسباب الفقر الحرمان في العالم) لسماحة المرجع الديني الراحل
آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره والذي
عالج المشكلة من جهة نظر فقهية بالإضافة إلى الدعوة
بالالتزام بالمنهج الإسلامي الكفيل باض فاه حياة السعادة
والخير و لرفاه على الإنسان في الدنيا والآخرة.
من عناوين الكتاب:
مصالح
الأحكام والأسباب الغنية، السنن الكونية وتأثيراتها، الغرب
وإفقار البلاد، الأسباب المعنوية، المشاكل الاقتصادية، أسباب
الفقر، سرقة ثروات الشعوب، الربا، منع الناس من العمل، شراء
الأسلحة، من هدي القرآن الحكيم، من هدي السنة المطهرة.
عدد الصفحات:
55
الحجم: رقعي 14×20
الطبعة: الطبعة الأولى محرم 1427
هـ /2005 م
الناشر:
مؤسسة المجتبى للتحقيق والنشر العراق ـ كربلاء المقدسة ص
ب1094.
|