مكتب الامام الشيرازي في كربلاء المقدسة يهنئ العالم الاسلامي والشعب العراقي

مؤكداً: شهر رمضان المبارك منطلق التآخي والمحبة والتقدم

     

 

بسم الله الرحمن الرحيم

(يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ  يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ

وَلِتُكَبِّرُوا اللّهَ عَلَى‏ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) صدق الله العلي العظيم

مع إطلالة شهر الله العظيم نبارك لمولانا الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف وشعب العراق النبيل وعموم شرائح الأمة الإسلامية حلول هذا الشهر الفضيل.

ونحن نستقبل شهر الله تعالى علينا بجملة أمور بالغة الأهمية:

1ـ القرآن والسنة: إن من الواجب الإسلامي الاهتمام بالكتاب العزيز وسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وسيرته وسنته وسيرة أهل بيته الأطهار عليهم السلام فهذا الشهر ربيع القرآن قراءة وتدبراً وتفسيراً ودراستاً وتطبيقاً.. وحين توانى المسلمون عن القرآن هووا في الحضيض وغرقوا في الضياع والجهل والفقر والنزاعات والشقاء المرير قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي  فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً).

وسنته  صلى الله عليه وآله وسلم وسيرته وأهل بيته عليهم السلام إنما هي شرح وبيان لما في القرآن يجب الاهتمام بها كالاهتمام بالكتاب العزيز، وما يجب شحذ الهمم لتطبيق ما في هذا الكتاب من أحكام أساسية كالثوابت الخمس التي طالما أكدت عليها مرجعيتنا الرشيدة المجاهدة وهي آية الأخوة الإسلامية: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) وآية الشورى: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى‏ بَيْنَهُمْ) وآية السلام (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) وآية الحريات: (يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ) وآية الامة الواحدة: (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً) وتأسيساً على ذلك فإنّ من مهمات هذا الشهر أيضاً الاهتمام «بنهج البلاغة والصحيفة السجادية» وهما نور يهدي الى الحياة الحرة الكريمة في الدنيا والآخرة، ويقترح أيضاً مطالعة كتاب «تقريب القرآن إلى الأذهان» و«تحف العقول».

2ـ العلوم الاسلامية: إن من اهم واشرف أعمال هذا الشهر المبارك هو مدارسة العلم حتى في ليالي القدر وإن من العلوم الاساسية الشرعية علم الفقه والاخلاق والعقائد الاسلامية، خصوصاً وإن التيارات التكفيرية والإلحادية تشن هجوماً محموماً على مدرسة وفكر أهل البيت عليهم السلام فاللازم بذل الجهد لعقد الحلقات الدراسية والندوات الثقافية وإهتمام الخطباء الكرام ورجال الاعلام بهذه العلوم الانسانية الشرعية..

وقد قال علي عليه السلام: «العلم أصل كل خير» وما لم تتحقق نهضة علمية في بلادنا نبقى في أسر الظلم والتخلف والازمات.

3ـ الورع:  وهذا الشهر الكريم مدرسة لترسيخ جذور الورع في نفوس المؤمنين وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم في آخر خطبته الشعبانية المعروفة حين سئل عن أفضل الاعمال قال:

«الورع عن معاصي الله» وهو الحصن الذي يحفظ الأمة من كل أنواع العنف والفساد الأداري وهضم الحقوق ويقيها من عوامل الفشل والتخلف والسقوط.

4ـ وهذا الشهر فرصة سانحة للتكافل الاجتماعي ولا يبقى فقير واحد ولا يتيم أو مريض أوعاطل أو معوق محتاج إلى الرعاية.. وهذا التكافل هو الذي أكده صلى الله عليه وآله بقوله: «ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع».

5ـ ويلزم على المسؤولين بذل قصارى جهودهم لعلاج الأزمات الخدمية كالكهرباء والماء وغيرهما.. وفاءاً بوعودهم التي دفعت هذا الشعب لوضع ثقته فيهم وهذا الوفاء أداء لواجبهم الديني والوطني والأخلاقي وكذا يلزم حل مختلف المشكلات القانونية والقضائية وغيرها فشهر رمضان شهر المزيد من العمل والخدمة.

6ـ وهذا الشهر فرصة ربانية لوحدة الكلمة وفتح ملف جديد للتعاون والعمل المشترك على مختلف الأصعدة للنهوض بواقع هذا الوطن وانتشاله من التخلف والمأساة فلا تقدم ولا اعمال ولا حل للأزمات مع التمزق والتناحر والكراهية والتهميش، فيلزم المزيد من رص الصفوف ووحدة الكلمة، ثم تشكيل مجاميع العمل ولجان والأنشطة التقدمية على مختلف الأصعدة وقد روي عنه صلى الله عليه وآله: «يد الله مع الجماعة وانما يأكل الذئب من الغنم القاصية».

7ـ كما يلزم التركيز على الدعاء لقوله صلى الله عليه وآله: «الدعاء مخ العبادة» فهذا الشهر ربيع العبودية لله والاخلاص له والدعاء مدرسة لتربية الشخصية القوية والكادر المؤمن المنتج الذي يجاهد لدينه ومجتمعه.

اللهم اغفر لنا واجعلنا من عتقائك من النار واحفظ شعبنا من كل سوء إنك سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

1/شهر رمضان المبارك/1429 هـ

مكتب المرجع الديني آية الله العظمى

السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله

كربلاء المقدسة