نداء مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)  

إلى عموم علماء الدين الإسلامي في مصر والخليج وبلاد الشام ولا سيما علماء الأزهر الشريف ورابطة العالم الإسلامي

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد: فقد قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: «الظالم والمعين له والساكت عليه شركاء ثلاثة».

أيها العلماء الأعلام من الواضح الجلي أن الله تعالى قد بعث نبيه محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بالهدى ودين الحق، وجعله رحمة للعالمين، وأنقذ به الأمم من ظلام الجهل والشرك ودوامة الظلم إلى نور العلم والتوحيد والعدل والإنسانية والمحبة.. وجعل المسلمين جميعاً كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى..

إلا أن المصيبة الكبرى هي ظهور جماعات التكفير الدموية التي صدر منها قديماً تكفير عموم أهل مكة والمدينة واعتبار أكثر الأمة الإسلامية كفاراً خارجين عن الملة يجب قتالهم وتكفيرهم فالمصيبة قد انتشرت كالوباء في العراق فدارت رحى العنف وهي لا ترحم الطفل الصغير ولا الشيخ الكبير من أهل لا إله إلاّ الله السائرين على نهج كتاب الله وسنة رسوله وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام .

ففي هذا العصر الذي عم فيه التطور العلمي والاختراعات على شكل قفزات كبرى في كل أصعدة الحياة واستفرغ فيه اليابانيون وأمثالهم الجهد للمزيد من التعليم والتكنلوجيا والتقدم المطرد، انطلق التكفيريون الظلاميون للامعان في سفك الدماء وهتك الحرمات وتخريب المدن وبناها التحتية وذبح الأبرياء وقتل النساء والحوامل والمرضى في المستشفيات وارتكاب أنواع التمثيل والتشويه والحرق وكل الجرائم الوحشية المروعة مما شوه صورة الإسلام ولوث سمعة المسلمين في كل بلاد العالم.

يا علماء وخطباء الأمة الإسلامية نحن وباسم الملايين من المظلومين والمستضعفين الذين لا يسمع لهم صوت، نناشدكم أن تستجيبوا لصرخة العراق الجريح وتوقفوا أمواج التكفير الدموية عبر فتاواكم وخطبكم ضد التكفير وحرمة الانتحار الذي هو من أبشع الكبائر مضافاً إلى حرمة الانتماء إلى المنظمات الدموية الإجرامية وحرمة تمويلها والتعاون معها على الإثم والعدوان بإيوائها ورفدها بالمعلومات والأدوات المساعدة والإعلام وكل أنواع التعامل الداعم لها، كما نناشدكم بالرد على من يؤيدها تحت أية ذريعة خادعة كالمقاومة والجهاد حيث إنها شعارات ذات مضامين خادعة وواقعيات إرهابية أشد من إرهاب المغول في التاريخ، ونناشدكم أيضاً بكل ما من شأنه نصرة المظلوم وكبح جماح الظالمين «ومن سمع مسلماً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم». اللهم اشهد إنّا قد بلّغنا،  والسلام عليكم

 

13/ربيع الثاني/1428 هـ

مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى

السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)

كربلاء المقدسة