قائمة الإستفتاءات » إستفتاءات حول الإمامة

 

حكم عامة المخالفين:

س/ ما هو حكم عامة المخالفين الذين لا يقرون بإمامة أمير المؤمنين عليه السلام جهلاً منهم بالأدلة؟

*************************************************************

ج/ كل من لم ينصب العداء لأهل البيت عليهم السلام وكان محباً لأهل البيت عليهم السلام ولم يكن جاحداً بولايتهم وعصمتهم فهم من المستضعفين الذين سيتحدد مصيرهم يوم القيامة كما دلت عليه الأخبار الواردة عن المعصومين عليهم السلام.

 

الخطبة التطنجية:

س/ ما رأيكم في الخطبة «التطنجية والافتخارية» المنسوبة لأمير المؤمنين ويعسوب الدين صلوات الله عليه؟

و ما هو التفسير لبعض النصوص فيها مثل: «أنا منزل الملائكة منازلها، أنا اخذ العهد على الأرواح في الأزل، أنا المنادي لهم الست بربكم..»

*************************************************************

ج/ ورد بعض مضامينها في خطب نهج البلاغة، ولا بأس بالاعتقاد بما ورد فيهما علماً بأن بعض مضامينهما بحاجة إلى تأويل وقد جاء تأويلها في بعض الخطب أيضاً.

 

سلوني قبل ان تفقدوني:

س/ لماذا قال أمير المؤمنين عليه السلام: «سلوني قبل أن تفقدوني» رغم علمه بأن الإمام الحسن عليه السلام سيخلفه ويرث علمه ومن بعده أئمة معصومون منصّبون من قبله تعالى؟

*************************************************************

ج/ هذه المقولة هي لحثهم على معرفة أمورهم الدينية والدنيوية وبيان فضله وعلمه ومنزلته التي لا ينافسه فيها أحد حتى الحسن والحسين «صلوات الله عليهم» وإن كان فيهم قوام الدين والدينا بعده عليه السلام.

 

انتظار الفرج:

س/ هل انتظار مولانا صاحب الزمان عجل الله فرجه من قبل شيعته واجب أو مستحب؟

*************************************************************

ج/ انتظار الفرج من وظائف وتكاليف كل إنسان مؤمن.

 

تكاليف المنتظرين:

س/ ما هي أدنى تكاليف المنتظرين لإمام زماننا عجل الله فرجه؟

*************************************************************

ج/ مسؤولية المنتظرين هي: إصلاح النفس وتهذيبها وتعلم علوم أهل البيت عليهم السلام ونشرها في الأوساط العالمية تمهيداً للظهور، فعن الإمام الرضا عليه السلام يوصي شيعته ومحبّيه قائلاً: «يتعلم علومنا ويعلّمها الناس فان الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا».

 

رؤية الإمام في عصر الغيبة الكبرى:

س/ هل رؤية مولانا صاحب الزمان عجل الله فرجه مستحيلة في زمن الغيبة الكبرى؟

*************************************************************

ج/ هناك الكثير من الفقهاء والأتقياء ممن نال شرف اللقاء والزيارة وقد زخرت بهم وبقصصهم الكتب المعنية بهذا الأمر.

 

من ادعى المشاهدة فكذبوه:

س/ إذا كان رؤية الإمام الحجة في زمن الغيبة ممكنة فكيف يفسّر قوله في التوقيع الأخير للسفير الرابع: «فمن أدّعى المشاهدة فكذّبوه»؟

*************************************************************

ج/ المقصود من الحديث الشريف القائل بتكذيب الرؤية هو: سدّ الباب على اولئك قد ادّعوا او يدّعون ما ليس بحق.

 

تكليف تجاه المنكرين لرؤية الإمام:

س/ ما هو تكليفنا قبال من ينكر إمكانية رؤية الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف فضلاً عن وقوع ذلك؟

*************************************************************

ج/ ينبغي السعي في هدايته وإرشاده إلى الحق ان شاء الله تعالى.

 

س/ هل أئمة اهل البيت عليهم الصلاة وافضل السلام يعلمون الغيب ام لا؟

*************************************************************

ج/ نعم فإن ذلك بتعليم من الله العليم الخبير، الذي يقول في كتابه المجيد: {وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَاب مُبِين}.( هود: 6) ويقول: {وَلاَ رَطْب وَلاَ يَابِس إِلاَّ فِي كِتَاب مُبِين}( الأنعام: 59). ويقول: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَا لِهَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا}( الكهف: 49). ويقول: {وَمَا مِنْ غَائِبَة فِي السَّماءِ وَالأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتَاب مُّبِين}( النمل: 75). وقال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَاب ِمِن شَيْء}( الأنعام: 38). ويقول في كتابه: {وَلَوْ أَنَّ قُرآناً سُيِّرَت ْبِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى}(5). فجعل علم كل ذلك في كتابه الكريم، ثم أورث أهل البيت صلوات علم ذلك فقال عز من قائل: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}( فاطر: 32). وإن الله سبحانه بكل شيء محيط، وهو على كل شيء قدير وقال تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا) {الجن/26} ففيما جاء في مفروض السؤال من المسلمات لدى أتباع مذهب آل البيت عليهم السلام.

 

س/ كيف يمكن لي اعتناق مذهب أهل البيت عليهم السلام وأكون من شيعتهم؟

*************************************************************

ج/ يلزم عليك أن تعتقد بعقائد أهل البيت صلوات الله عليهم، وتلتزم بفقههم، وتسير وفق هديهم، وتتبرأ من كل منهج صادر من غيرهم. وللتعرف أكثر يمكنك مراجعة الكتب المتخصصة في هذا المجال، مثل ليالي بيشاور لسلطان الواعظين الموسوي، والمراجعات للسيد شرف الدين الموسوي، ولماذا اخترت مذهب أهل البيت لقاضي قضاة حلب الشيخ محمد أمين مرعي الأنطاكي، وحقائق عن الشيعة للسيد المرجع الشيرازي دام ظله، وغيرها من الكتب الكثيرة.

 

س/ ورد في الروايات الشريفة ـ ما  مفاده ـ  أنه قبل ظهور الإمام المهدي عليه الصلاة و السلام يموت ثلُثي الناس و يبقى الثلث، وفي روايات أخرى: يموت من كل تسعة سبعة، وكذلك في غيرها: يموت تسعة أعشار الناس. وكل هذا بالموت الأحمر وهو السيف أو بالموت الأبيض وهو الطاعون وبما إنه تفشت ظاهرة القتل في هذا الزمان وكذا انتشار الأمراض كيف لنا العيش بسلام والتقرب لله بصفاء والتحرك تمهداً لظهور الإمام والخوف عائق كبير يحول بين ذلك ولماذا قبل الظهور يموت أكثر الناس؟

*************************************************************

ج/ الروايات في ذلك مختلفة الألسنة، فبعضها يذكر أن ظهور الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه يكون بعد فناء قسم من الناس، قدرته بعض الأحاديث بالثلثين، وبعضها بالثلث، وبعضها بعدة ألوف. وبعضها يذكر أنه عليه السلام يعمل السيف في المجرمين والطغاة حتى يفنيهم، وبعضها يشير إلى العرب بشكل خاص، وبعضها يتحدث عن العالم برمته. والظاهر أن قسماً من تلك الأخبار ستحصل قبل ظهور الإمام عليه السلام، وقسم آخر سيحدث بعد الظهور.

وإن المطالع بعين التدقيق والإنصاف في هذه الروايات لا بد أن يلتفت إلى عدة أمور:

الأول: أن الإمام عليه السلام قبل أن يكون منتقماً من الطغاة والظالمين هو إمام مطهر ومعصوم، والأصل في من يكون كذلك هو الرحمة والإحسان مهما أمكن وخاصة انه يسير بسيرة جده رسول الله صلى الله عليه وآله.

والثاني: أن الأرقام في آداب البشر عموماً، وفي أدب اللغة العربية بشكل خاص مبني في الغالب على المبالغة والتسامح العرفي في التخاطب. فلو قرانا خبراً عن اشتعال فتنة تأكل الأخضر واليابس، أو أن الدم فيها سيسيل إلى الركب، فهو لا يعني بالضرورة حصول المذكور بصورة حرفية، ولكنه أسلوب جرى لدى العرف للتعبير عن فظاعة ما سيحدث.

والثالث: أن هذه الأحاديث في أعمها الأغلب مراسيل، أو ضعيفة الإسناد، فإنما يؤخذ منها ما تواتر مفهومه، ولو إجمالاً، أو استفاض نقله مما لا يصطدم مع إحدى المسلَّمات العقلية أو النقلية، بل ولا يتنافى حتى مع معتبر الروايات وإن كانت روايات آحاد. اللهم إلا أن يكون مضمونه هو الآخر معتبراً، فحينئذ تجري عملية الترجيح بينهما وفق الميزان الدرائي بين الخبرين المعتبرين.

والرابع: أن بعضاً غير قليل من هذه الروايات كان يتحدث عن نتائج الفساد البشري قبل الظهور، من حروب عالمية، أو أسلحة دمار شامل، وبعض الفجائع والنكبات التي ستتقاذف الأمة أو العالم، من قبيل القحط والجوع والأمراض الوبائية.

ونحن اليوم نرى بأم أعيننا  نزراً قليلاً من نتائج هذا الفساد البشري، نظير أمراض الإيدز والطاعون والكوليرا، وأنفلونزا الطيور، وجرائم الحروب والتجارب الكيميائية والذرية والنووية، التي يدعونها محرمة دوليّاً، لكن الدول الكبرى وأتباعها يتاجرون بها، ويجربونها في أراض معظم شعوب العالم المستضعفة والمغلوبة على أمرها، كما قال سبحانه في كتابه الكريم: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس)، فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض، وجراد في حينه وجراد في غير حينه كألوان الدم. فأما الموت الأحمر فالسيف، وأما الموت الأبيض فالطاعون». (الإرشاد للمفيد ص 405 والغيبة للطوسي277). والمقصود من كونه بين يدي القائم: أن ذلك يكون قبل ظهوره. وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: «يختلف أهل الشرق وأهل الغرب، نعم وأهل القبلة، ويلقى الناس جهداً شديداً مما يمر بهم من الخوف، فلا يزالون بتلك الحال حتى ينادي مناد من السماء. فإذا نادى فالنفر النفر» (البحار:52/235).

 

س/ ما صحة ما يتناقل من أن الإمام المهدي عليه السلام موجود في مثلث برمودا؟

*************************************************************

ج/ جاء في دعاء الندبة المبارك: (أبرضوى أو غيرها أم ذي طوى) وهي مناطق في مكة المكرمة.

 

س/ لماذا شيعة أهل البيت عليهم السلام يطلبون حاجاتهم من أهل البيت دون الله ؟ لماذا لا يطلبون من الله مباشرة ؟ وما هو الدليل الشرعي على ذلك؟

*************************************************************

ج/ قال تبارك وتعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ)) سورة المائدة: 35.

والوسيلة هي الواسطة لله تعالى، وكذا ورد في سورة يوسف عندما قال لأخوته في قوله تعالى: ((اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا)) سورة يوسف: 93.

فهذا يعني أن الله تعالى يشفي والده ببركة القميص الذي توارثه عن آبائه عليهم السلام، وغيرها من الأدلة على ذلك.

 

س/ ما هي حدود علم الإمام المعصوم عليه السلام؟

*************************************************************

ج/ إن حدود العلم تعني المقدار الذي يحمله الإمام من العلم، ومعرفة هذا المقدار مرهون بمعرفة أمرين نذكرهما بعد ذكر مقدمةٍ مهمه هي:

مِن أين يستقي الإمام علمه؟

الجواب: رويَ عن علي ابن إبراهيم عن أبيه عمن حدثَهُ عن المفضل ابن عمر أنهُ قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: رويناه عن أبي عبدالله عليه السلام أنهُ قال: إن علمنا غابرٌ ومزبورٌ ونكتُ في القلوب ونقرٌ في الاسماع، فقالَ عليه السلام أما الغابر فما تقدم مِن علمنا، وأما المزبور فما يأتينا، وأما النكت في القلوب فإلهام، وأما النقر في الأسماع فأمر الملك. (الكافي: ج1، كتاب الحجة: ص264، ح3، باب جهات علوم الأئمة عليهم السلام)

كذلك، عن محمد ابن يحيى عن أحمد ابن أبي زاهر عن علي ابن موسى عن صفوان بن يحيى عن الحارث ابن المغيرة عن أبي عبدالله عليه السلام [قال] قلت: أخبرني عن علم عالِِمكم؟ قال: وراثةٌ مِن رسول الله صلى الله عليه وآله وَمِن عليٍّ عليه السلام قال: قلتُ إنا نتحدث أنّهُ يُقذفُ في قلوبكم وينكتُ في آذانكم؟ قال: أو ذلك. (الكافي، ج1، كتاب الحجة: ص264، ح2، باب جهات علوم الأئمة عليهم السلام). (يعنى قد يكون ذا وقد يكون ذاك)

والمحصل إذن مِن هاتين الروايتين التي أوردهما الكليني رحمه الله هو أن علم الأئمة عليهم السلام مِن رسول الله صلى الله عليه وآله بالأصالة ومن علي أمير المؤمنين عليه السلام بالتبع، فقد جاءَ في كتاب سليم ابن قيس الهلالي: «قال أبان: قال سليم: سمعت ابن عباس يقول: سمعت من علي عليه السلام حديثا لم أدر ما وجهه و لم أنكره. سمعته يقول: «إن رسول الله صلى الله عليه وآله أسرّ إلي في مرضه، فعلمني مفتاح ألف باب من العلم يفتح كل باب ألف باب» وإني لجالس بذي قار في فسطاط علي عليه السلام وقد بعث الحسن عليه السلام و عمارا إلى أهل الكوفة يستنفران الناس، إذ أقبل علي علي عليه السلام فقال: يا ابن عباس، يقدم عليك الحسن و معه أحد عشر ألف رجل غير رجل أو رجلين. فقلت في نفسي: إنّ كان كما قال فهو من تلك الألف باب. فلما أظلنا الحسن عليه السلام بذلك الجند استقبلتهم، فقلت لكاتب الجيش الذي معه أسماؤهم: كم رجل معكم؟ فقال: أحد عشر ألف رجل غير رجل أو رجلين» (كتاب سليم بن قيس، تحقيق محمد باقر الأنصاري).

فعلمهم جميعاً من رسول الله صلى الله عليه وآله وعلم رسول الله مِن علم الله تبارك وتعالى الذي لا تنفد خزائن علمه وهُوَ المصدر الأول والأساس الأوحد لعلومهم جميعاً عليهم السلام، هذا مِن جهة.

ومن جهة أخرى ما ذكرته الرواية الشريفة مِن أن علمهم غابر وهُوَ المتقدم وما يأتي (المزبور) وبالإلهام (النكتُ في القلوب) وتحديث (النقر في السمع) فكل هذهِ الطرق التي يأتي بواسطتها العلم للأئمة عليهم السلام مبدأها واحد وهُوَ الله جلّ وعلا، بعبارة أخرى علمهم مِن علم الله سبحانه.

وبناءً على هذا فإن علم الأئمة عليهم السلام غير محدود لأن علم الله تعالى غير محدود.

وهناك آية في القرآن الكريم تدل على أن علم النبي صلى الله عليه وآله الذي هو علم الأئمة عليهم السلام منه غير محدود، وهي قولَهُ تعالى: «وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا» طه:114، فالنبي صلى الله عليه وآله في زيادة علمية غير محدودة لإطلاقه لفظ زدني علما وعدم وجود المقيّد أو المخصص له، كما أن هناك روايات عنهم عليهم السلام تقول بالنص: «لو لا الاستزادة لنفدنا» وأمثالها، فهم دائماً في زيادةٍ واستزادة في علمهم ولا يوجد ما يشير إلى محدودية هذه الاستزادة أو التوقف في علمهم. والنتيجة المترتبة على ذلك أن علمهم غير محدود.

 

س/ ما معنى الولاية التكوينية والولاية التشريعية ومدى اتّصالها بالأئمة عليهم السلام؟

*************************************************************

ج/ الولاية التكوينية: هي التصرف في الكون والكونيات بإذن الله تعالى، مثل تصرف النبي صلى الله عليه وآله في شق القمر وتصرّف الإمام علي عليه السلام في الشمس إذ ردّها من مغربها، ومثل تصرف النبي موسى عليه السلام في العصا وجعلها ثعباناً، ومثل تصرّف النبي عيسى عليه السلام في الطين وجعله طائراً يطير، ومثل تصرّف النبي داود بجعل الجبال تسبّح بتسبيحه، ومثل تصرف النبي سليمان بتسخير الهواء وطيرانه على بساطه في الجو، وردّه للشمس، وإتيان وزيره آصف بن برخيا كرسي بلقيس وعرشها من سبأ في أقل من لمحة بصر وغير ذلك مما أخبر به القرآن الحكيم: هذا كله وأكثر منه قد خصّ الله تعالى به النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام.

وأما الولاية التشريعية: فهي الولاية في التصرف في الشرع والشرعيات، بمعنى: أن الله تعالى جعل النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته المعصومين عليهم السلام علماء في دينه ومفسّرين لكتابه، وعلّمهم معالم الدين وحدوده، وألهمهم أحكام الشرع وقوانينه، وفوّض إليهم التصرف فيه ببيان مسائله وأحكامه، حتى أن عمر بن الخطاب لما سأل علياً عليه السلام عن سرعة جوابه على مسائل الحلال والحرام، أشار الإمام عليه السلام إليه بإصبعيه وقال له: كم هذا؟ قال: اثنان، فقال عليه السلام، كيف أجبت قاطعاً بذلك؟ فقال: لأني أراهما اثنين، فقال عليه السلام كل الأحكام نراها كما ترى أنت الإصبعين.

وعليه: فالنبي صلى الله عليه وآله والأئمة من أهل بيته عليهم السلام قد خصّهم الله تعالى بالولايتين: التكوينية والتشريعيّة (مشارق انوار اليقين: فصل قدرة آل محمد صلى الله عليه وآله، ص225، الحافظ رجب البرسي).

 

س/ في حادثة مسجد الفضيخ أن الشمس ردت لأمير المؤمنين عليه السلام وذلك لأن النبي صلى الله عليه وآله كان نائماً في حجره فلم يوقضه حتى غابت الشمس، فهل إن النبي صلى الله عليه وآله لم يؤد صلاة العصر أيضاً وإذا كان صلى الله عليه وآله قد صلى العصر فلماذا لم يصلي الإمام أمير المؤمنين عليه السلام العصر، وهل فعل النبي صلى الله عليه وآله ما يخالف العصمة بمنعه علياً من الصلاة إذا نام في حجره؟

*************************************************************

ج/ حديث رد الشمس بلفظه المنقول في كتاب الغدير للعلامة الأميني: ج3 ص140 ـ والذي قال بصحته كثير من أعلام العامة مثل السيوطي والطحاوي والطبراني وغيرهم، هو الكفيل بالجواب على هذه الأسئلة، واليك نصه:

«عن أسماء بنت عميس: إن رسول الله صلى الله عليه وآله صلّى الظهر بالصهباء من أرض خيبر، ثم أرسل علياً عليه السلام في حاجة، فجاء وقد صلّى رسول الله العصر، فوضع صلى الله عليه وآله رأسه في حجر علي عليه السلام ولم يحرّكه حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم إن عبدك علياً احتبس نفسه على نبيّه فردّ عليه شرقها، قالت أسماء: فطلعت الشمس حتى رفعت على الجبال، فقام علي عليه السلام فتوضأ وصلّى العصر، ثم غابت الشمس».

هذا وقد كان النبي وعلي صلوات الله وسلامه عليهما يعلمان سلفاً أن الشمس سوف تعود ومع هذا العلم فلا إشكال، وأما علمهما بذلك، فقد تواترت الروايات في أنهما يعلمان ـ بفضل الله تعالى عليهما وتعليمه لهما ـ ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة.

 

س/ ما الحكمة في كون النبي صلى الله عليه وآله بلّغ لأمير المؤمنين عليه السلام في غدير خم ولم يبلغّها عندما كان مع المسلمين في عرفة حالة الموقف؟

*************************************************************

ج/ لعل الحكمة من ذلك هي أن لا تضيع الولاية في ثنايا مناسك الحج، حيث إن الذي يطغى على ذهن الحاج أيام الحج هو مناسك الحج والاشتغال بها دون غيرها.

ولأن يكون العهد بالولاية والبيعة لأمير المؤمنين عليه السلام بامرة المؤمنين أقرب من حيث زمان ارتحال الرسول صلى الله عليه وآله الكائن في شهر صفر من نفس السنة. ولأهمية الولاية في حد ذاتها، فكأن الأحكام و السنن كلها في كفّه وولاية الإمام علي عليه السلام وما بلّغه رسول الله صلى الله عليه وآله في غدير خم و أخذ البيعة و الإقرار من المسلمين عليه في كفّة، فالإفراد يفيد الإختصاص، وشكل الإختصاص ونوعه وطريقة التعبير عنه يأتي بحسب الأهمية.

 

س/ سمعت مقولة من أحدهم نقول بأن الله تعالى كلّم النبي صلى الله عليه وآله عندما عرج به الى السماء بصوت الإمام علي عليه السلام، وذلك لقرب النبي صلى الله عليه وآله منه وحبّه له فما مدى صحة هذه المقولة؟

*************************************************************

ج/ إن مثل هذه المسائل تبحث في اتجاهين:

الأول: الوجود والعدم، أي وجود هذه الواقعة في التاريخ وعدمها.

الثاني: الإمكان وعدمه، أي التكلم بصوت علي بن أبي طالب عليه السلام آنذاك وعدمه.

فأما الإتجاه الأول، فالواقعة موجودةٌ في كتب التاريخ بتفصيل وإجمال بعد ثبوت أصلها في القرآن الكريم في قوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) الإسراء:1، والروايات التي ذكرتها الكتب الحديثية بيّنت الآيات التي شاهدها النبي في تلك الليلة ومنها أن الله جل جلاله كلمه بصوت علي بن أبي طالب عليه السلام مراعاةً لحال النبي صلى الله عليه وآله الذي أخذته الهيبة الإلهية في مكان لم يكن فيه أحدٌ غيره حتى جبريل عليه السلام الذي اعتذر من دخوله إليه مع رسول الله صلى الله عليه وآله، ولا يلزم من ذلك محذوراً عقائدياً أو شرعياً؛ لأن المسألة كلها جرت في عالم غير عالمنا لا نعرف عنه إلا ما نقل لنا على لسان النبي صلى الله عليه وآله، كما أنه لا يوجد دليل واحد، بل مؤيد يدل أو يعضد أن ما نلتزم به في عالمنا هذا من مباني علمية واستلزامات تجري في ذلك العالم، والمسألة الخطيرة هي أننا لا يمكن أن ننكر جزئيةً من جزئيات هذه الواقعة، وتكذب بها ونكون قد كذبنا القرآن الكريم في اثباته أصل المسألة والرسول الأكرم الذي ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، في إخباره وذلك بتسرية الشك إلى كل جزء فيها حتى تصل النوبة للأصل ونفي المسألة من الأساس. والجدير ذكره أن هذه المسألة متصلة ببعضها البعض كاتصال خرز المسبحة، كما أن إنكار... ذلك يعود أشده سلبياً على المنكر ولا يغيّر من الحقيقة شيئاً، ولكن التصديق به أشارهُ تتعدى ذات الفرد المصدق وهي:

بيان منزلة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام عند الله تعالى إذ استخدم صوته لتهدئه قلب أحبّ الخلق إليه محمد صلى الله عليه وآله. وبيان منزلة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام عند النبي صلى الله عليه وآله بحيث لما سمع صوته سكن قلبه.

وقد دلت الأحاديث الكثيرة على مقام الإمام عليه السلام وقربه عند الله تعالى وغصت بها مصادر الفريقين كما دل القرآن الكريم عل منزلته عند النبي صلى الله عليه وآله في قوله تعالى: (فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) آل عمران:61، ولا أحد ينكر أن الأبناء هم الحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهما، والنساء فاطمة عليها السلام والنفس علي بن أبي طالب عليه السلام، يعني قد كلم الله تعالى النبي صلى الله عليه وآله بنفسه لا بغيرها وهو أمر مقبول عقلاً وصحيح منطقاً.

وأما الإتجاه الآخر وهو إمكان الوقوع وعدمه، فالأخبار التي ذكرت تكلُّم الله تعالى بصوت علي بن أبي طالب عليه السلام دلت على الوقوع الذي يدل على الإمكان هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنه حتى لو لم يدل دليل على الإمكان فالكلام في هذا الموضوع لا يجري في مثل هذه الحالة؛ لأن الله قادر على كل شيء ومريد، وهو الذي يختار الطريقة التي يكلم بها نبيه والصوت الذي يشاء، خصوصاً وإنه عدد طرق الخطاب مع أنبيائه كما جاء في قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) الشورى:51، وليس هذا من موارد الإشكال إلا لمن صعبت عليه هذه الفضيلة لعلي بن أبي طالب عليه السلام.

 

س/ الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام هو بعد النبي صلى الله عليه وآله أشجع رجل على وجه الأرض بلا شك وصاحب غيرة لا مثيل لها، فكيف يسكت عن:

1. هتك دار الزهراء عليها السلام وضربها بالباب وإسقاط المحسن عليه السلام؟

2. سلبها حقها في أرض فدك؟

فما هي حكمته عليه السلام في السكوت، ولو كان الرسول صلى الله عليه وآله موجوداً في ذلك الوقت هل سكت أيضا ولماذا؟ مع أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، وحاشى أبا الحسنين وقائد الغر الميامين من ذلك؟

*************************************************************

ج/ أولا: إن الحكمة من سكوت الإمام أمير المؤمنين عليه السلام هي تقديم الأهم على المهم، والأهم هنا هو حفظ الإسلام والقرآن ووحدة المسلمين، كل هذه الأمور كادت تذهب لوكان الإمام قد خرج بالسيف لإعادة الحق، وهناك جملة من الظروف الموضوعية والإشارات التاريخية تجعل الحكمة في تأخير المطالبة بالحق والسكوت عليه.

جاء في كتاب الاستغاثة لأبي القاسم الكوفي أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما أوصى علياً عليه السلام بما احتاج إليه في وقت وفاته عرّفه جميع ما يجري عليه من بعده من أمته واحداً بعد واحدٍ من المستولين. فقال عليه السلام: فما تأمرني أن أصنع؟ قال تصبر وتحتسب إلى أن ترجع الناس إليك طوعا، فحينئذ قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ولا تنابذن أحدا أبدا من الثلاثة فتلقي بيدك إلى التهلكة ويرتد الناس في النفاق إلى الشقاق، فكان عليه السلام حافظا لوصية رسول الله صلى الله عليه وآله إبقاءً في ذلك على المسلمين المستضعفين وحفظاً للدين لئلا ترجع الناس إلى الجاهلية الجهلاء وتثور القبائل تريد الفتنة في طلب ثارات الجاهلية وذحولها، .... . (الاستغاثة، ابوالقاسم الكوفي، ج1، ص81)

وذكر مثل ذلك الشهيد نور الله التستري في كتابه الصوارم المهرقة في الصفحة مائتين وخمسة وثمانين.

أما الظروف الموضوعية فقد كانت الدولة الإسلامية تعاني من خطر اليهود المجاورين والمنافقين والمتربصين من الحاقدين والمبغضين خصوصاً لعلي عليه السلام الذي ضرب خراطيم الكثير حتى قالوا لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، والعدو الأهم كان من خارج جسد الأمة الإسلامية، وهو الدولة الرومية التي استضعفت الدولة الإسلامية قبيل وبعد رحيل النبي صلى الله عليه وآله، وهجمت على بعض المدن الحدودية الإسلامية وفعلت ما فعلت فيها.

وأما من العدو فكان داخل الدولة الإسلامية يتالف من المنافقين والمتربعين دوائر السوء والسيود و... الخ، وقد عالج النبي صلى الله عليه وآله الموقف بتشكيل جيش أسامة الذي لم يكن جيشاً استعراضياً بل هجومياً للدفاع عن الدولة الإسلامية من جهة وإخراج المنافقين والمتربعين، وغيرهم من أعداء الله ورسوله من المدينة لضمان عدم الانقلاب بعد رحيله صلى الله عليه وآله، لذلك لعن النبي المتخلف عن جيش أسامة لعدم خلوة، أحد الأمرين.

ثانياً: نعم لوكان رسول الله صلى الله عليه وآله لفعل نفس ما فعله علي عليه السلام، وذلك لوجود نفس الظروف الموضوعية ووجود نفس الهدف وهو الحفاظ على الإسلام والقرآن والدين.

ثالثاً: بعد تسليمنا لعصمة، علي عليه السلام، فكلما صدر منه، قولاً كان او فعلاً، فهو صحيح وان لم نفهم ولم نصل إلى مغزى ذلك العمل أو القول.

رابعاً: إن معنى الساكت عن الحق شيطان أخرس هو: ذاك الذي يعرف الحق ويشخصه ويسكت عنه مراعاةً لمصالحه الشخصية أو أشخاص آخرين، أما بالنسبة لما نحن فيه فالسكوت لم يكن لأمر دنيوي ولا مصلحة شخصية مهما كانت، بل كانت لأجل مصلحة إلهية مرتبطة بحفظ الدين والقرآن والمسلمين، كما أن السكوت الذي انتهجه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام كان بوصيةٍ أتى بها جبرئيل عليه السلام بلغها النبي صلى الله عليه وآله عن أمر الله عزّ وجل (الكافي: ج1، ص282، كتاب الحجة)، فالحق حق الله تبارك وتعالى والأمر بالسكوت عليه منه سبحانه، فالحديث الشريف «الساكت عن الحق شيطان أخرس» (فقه السنه: ج2 ـ الشيخ السيد سابق ص611)، (وضوء النبي صلى الله عليه وآله: ج1 السيد علي الشهرستاني ص203) إذن لا يشمل ما نحن فيه من موضوع.

 

س/ ما الصحيح فيما يقع من الإمام أن نقول معجزة أم كرامة؟

*************************************************************

ج/ المعجزة هي الأمر الخارق للعادة الذي يجري على يد الأنبياء إثباتاً لصدق إدعائهم النبوة، وهي لا تختص بالأنبياء، بل تعطى للأولياء أيضاً لذات الفرض ـ أي إثبات صدق المدعى ـ ، وكذلك مناً من الله بإظهار مقام ومنزلة الولي عنده تعالى، ولكن لا يصطلح عليها كلها في علم الكلام بالمعجزة، بل تعرف كذلك ـ معجزة ـ إذا صدرت من الأنبياء، وكرامة إذا صدرت من الأولياء مع اشتراكها في الطبيعة، وهي خرق النواميس الطبيعية التي جرت العادة عليها.

 

س/ ما معنى قول المعصوم ـ أو بما مضمونه «نزهونا عن الربوبية وقولوا فينا ما شئتم»؟

*************************************************************

ج/ من يطالع تاريخ الأئمة المعصومين عليهم السلام يلمس الخصائص والصفات والقدرات الغير طبيعية لديهم بحيث لا يدانيهم فيها أحدٌ من بني البشر من غير المعصومين، فيعجب بها ويشغف ويتعلق فيمدحهم ويرفع من شأنهم لدرجة إيصالهم إلى مستوى الإلوهية والربوبية، وهو في حقيقته إفراط في القول فيهم أو ما يسمى بالغلو، وليس هذا الإتجاه الأوحد تجاههم، بل هناك الإتجاه المضاد الذي ينزل إلى ما هو أقل من ذلك، لذا الأئمة عليهم السلام بهذا الحديث يريدون أن يوجهوا الناس المنبهرين بهم عليهم السلام بتعيين سقف أعلى للقول فيهم وهو: دون رتبة الإلوهية أو الربوبية، ولكن من جهة أخرى حددوا سقف التنزيل لهم عن ذاك المقام السامي إلى مقام سامي رفيع بالنسبة للبشر لا الباري تبارك وتعالى؛ وذلك لأن واقعهم يثبت أنهم أفضل البشر من بعد النبي صلى الله عليه وآله.

فالحديث إذاً يحدد المساحة الحرة التي يتحرك فيها القائل فيهم والمنبهر في حبهم لما يراه منهم من رحمة وخُلق رفيع وعلم و... الخ.