قائمة الإستفتاءات »
إستفتاءات حول
النبوَّة |
|
س/ كيف قتل الرسول صلى الله عليه وآله بالتفصيل
و من الذي قتله صلوات الله عليه؟
*************************************************************
ج/ قال الله تبارك وتعالى: ((وَمَا مُحَمَّدٌ
إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ
أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ)) آل عمران/144 ويؤيد
ما تعطيه الآية الكريمة من إشارة، الحديث الشريف المشهور عن النبي
الكريم صلى الله عليه وآله انه قال: «ما منّا إلا مقتول أو مسموم»
البحار:ج43 ص363 والمعروف في التاريخ: انه كان على اثر الذراع المسموم
الذي قدّمته اليهودية إليه صلى الله عليه وآله وهناك أحاديث شريفة تقول
غير ذلك، يُراجع له كتاب البحار: ج28 ص21 وغيره. |
|
س/
هناك آية صريحة في
القرآن حول مطالبة نبي الله موسى عليه السلام رؤية الله فهل كان اعتقاد
موسى بالتجسيم؟ وكيف تجلى الله عز وجل للجبل؟
*************************************************************
ج/
إن نبي الله موسى
عليه السلام لا يعتقد بالتجسيم ويعتقد بعدم رؤية الله سبحانه وتعالى في
الدنيا والآخرة وسؤاله عليه السلام عن رؤية الله عزّ وجلّ لم يكن بدافع
من نفس موسى عليه السلام, بل بضغط من قومه. فعن كتاب التوحيد، للصدوق ـ
121 برقم 24، باب ما جاء في الرؤية قال عليّ بن محمّد بن الجهم: حضرت
مجلس المأمون وعنده الرضا عليّ بن موسى عليهما السلام, فقال له
المأمون: يا ابن رسول الله أليس من قولك أنّ الأنبياء معصومون؟ قال:
بلى, فسأله عن آيات من القرآن, فكان فيما سأله أن قال له: فما معنى قول
الله عزّ وجلّ: «وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ
رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي»
سورة الأعراف: الآية 143 كيف يجوز أن يكون كليم الله موسى بن عمران
عليه السلام لا يعلم أنّ الله ـ تعالى ذكره ـ لا تجوز عليه الرؤية حتى
يسأله هذا السؤال؟
فقال الرضا عليه
السلام: «إنّ كليم الله موسى بن عمران عليه السلام علم أنّ الله تعالى
أعز أن يُرى بالأبصار، ولكنّه لما كلّمه الله عزّ وجلّ وقرّبه نجيّا
رجع إلى قومه فأخبرهم أنّ الله عزّ وجلّ كلّمه وقرّبه وناجاه فقالوا:
لن نؤمن لك حتى نسمع كلامه كما سمعت وكان القوم سبعمائة ألف رجل فاختار
منهم سبعين ألف ثمّ اختار منهم سبعة آلاف ثمّ اختار منهم سبعمائة ثمّ
اختار منهم سبعين رجلاً لميقات ربّه فخرج بهم إلى طور سيناء فأقامهم في
سفح الجبل وصعد موسى عليه السلام إلى الطور وسأل الله تبارك وتعالى أن
يكلّمه ويسمعهم كلامه فكلّمه الله تعالى ذكره وسمعوا كلامه من فوق
وأسفل ويمين وشمال ووراء وأمام لأنّ الله عزّ وجلّ أحدَثه في الشجرة
ثمّ جعله منبعثاً منها حتى سمعوه من جميع الوجوه فقالوا: لن نؤمن لك
بأنّ هذا الذي سمعناه كلامَ الله حتى نرى الله جهرةً فلما قالوا هذا
القول العظيم واستكبروا وعتوا بعث الله عزّ وجلّ عليهم صاعقةً فأخذتهم
بظلمهم فماتوا فقال موسى: يا ربّ ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعتُ إليهم
وقالوا: إنّك ذهبت بهم فقتلتهم لأنّك لم تكن صادقاً فيما ادّعيت من
مناجاة الله إيّاك فأحياهم الله وبعثهم معه فقالوا: إنّك لو سألت الله
أن يريك أن تنظر إليه لأجابك وكنت تخبرنا كيف هو فنعرفه حقّ معرفته
فقال موسى عليه السلام: يا قوم إنّ الله لا يُرى بالأبصار ولا كيفية له
وإنّما يعرف بآياته ويعلم باعلامه، فقالو: لن نؤمن لك حتى تسأله فقال
موسى عليه السلام: ياربّ إنّك قد سمعت مقالة بني إسرائيل وأنت أعلم
بصلاحهم فأوحى الله جلّ جلاله إليه:يا موسى إسألني ما سألوك فلن
أُؤاخذك بجهلهم فعند ذلك قال موسى عليه السلام: (ربّ أرني أنظر إليك
قال لن تراني ولكن أنظر إلى الجبل فإن استقرَّ مكانه فسوف تراني فلمّا
تجلّى ربّه للجبل (بآية من آياته) جعله دكّاً وخرَّ موسى صعقاً فلمّا
أفاق قال سبحانك تُبت إليك ـ يقول: رجعت إلى معرفتي بك عن جهل قومي ـ
وأنا أوّل المؤمنين) منهم بأنّك لا تُرى».
فقال المأمون: لله
درّك يا أبا الحسن. |
|
س/
هناك في التاريخ ما
يشير إلى أن النبي الكريم صلى الله عليه وآله قد تزوج من تسع نساء
وهذا ما يجعل أعداءه يستغلون ذلك للسخرية، والسؤال هو كيف حدد الله
للمسلم أربع زوجات وللرسول أكثر من ذلك، ألا يجب أن يكون الرسول الأعظم
هو القدوة في كل شيء؟
*************************************************************
ج/
إنّ الأمور التي فرضت
في الشريعة على كل مسلم يجب على المسلم اتباعها من باب الامتثال للواجب
وأداءه لا التأسي بالنبي صلى الله عليه وآله، فالصلاة مثلاً يجب على
المسلم أي يصليها امتثالاً لأمر الله تعالى الذي بلّغه والنبي صلى
الله عليه وآله لا لأجل التأسي برسول الله في أنه يصلي ونحن نصلي
أيضاً، فالأحكام الشرعية قسمين:
الأوّل: عام يشمل
الجميع كالصلاة والصيام والخمس وأمثالها.
والثاني: خاص يشمل
جماعة خاصة دون غيرها كالأمة الإسلامية مثلاً، وما نحن فيه من موضوع
وهو تريد تسع نساء للنبي صلى الله عليه وآله. من هذا القبيل، فالزواج
عام لكل المسلمين بما فيهم النبي صلى الله عليه وآله، إلا أنه أختص
جميع المسلمين بأربعة زوجات غير الإماء وأختص النبي بتسعة زوجات، وعليه
فإن بحث الأسوة اجنبيٌ عن المقام هنا، كما أنه ليس هذا الحكم الوحيد
الذي اختص به النبي دون الأمة الإسلامية، بل هناك أحكام أخرى اختص بها
أيضاً كالسواك مثلاً فإنه واجب عليه بصورة خاصة، ونافلة الليل، فإنها
واجبة عليه أيضاً، وهكذا الضحك بملء الفم وبصوت عال، فإنه حرام عليه،
وغير ذلك من المختصات النبوية؛ وعلة ذلك راجعة لمصالح مذكورة في
مضانّها فيراجع هناك. |
|
س/
الكل يعلم بأن الرزية
حدثت يوم الخميس والنبي صلى الله عليه وآله توفي أو استشهد يوم الإثنين
فلماذا لم يكتب النبي صلى الله عليه وآله وصيته في هذه المدة؟
*************************************************************
ج/
إنّما عدل رسول الله
صلى الله عليه وآله عن الكتابة، لأنّ عمر بن الخطاب قال: «دعوا الرجل
فإنّه ليهجر أو ليهذي أو قد غلب عليه الوجع وعندكم القران حسبنا كتاب
الله» صحيح البخاري: كتاب العلم، ج1، ص37 ـ 39؛ شرح نهج البلاغة: ج6،
ص51، تحقيق محمد ابو الفضل؛ صحيح مسلم: كتاب الوصية، ج2، ص16 واتفاق
كلمة أكثر الحاضرين على ما قاله عمر, هذه الكلمة التي جعلت النبي صلى
الله عليه وآله يعدل عن كتابة الكتاب, إذ لم يبق بعدها أثر لكتابته سوى
الفتنة والاختلاف من بعده في أنّه هل هجر فيما كتبه ـ والعياذ بالله ـ
أو لم يهجر, كما اختلفوا في ذلك وأكثروا اللغو واللغط نصب عينيه, فلم
يتسنّ له يومئذ أكثر من قوله لهم: قوموا عنّي.
ولو أصرّ فكتب الكتاب
للجّوا في قولهم ّ هجر, ولأوغل أشياعهم في إثبات هجره ـ والعياذ بالله
ـ فسطروا به أساطيرهم, وملأوا طواميرهم ردّا على ذلك الكتاب وعلى من
يحتجّ به. |
|
س/ هل صحيح أن الصحابة خرجوا مع الرسول صلى الله
عليه وآله للمباهلة وهل آية المباهلة نزلت بهم؟
*************************************************************
ج/ إن
الآية المباركة نزلت
في شأن رسول الله صلى الله عليه وآله ومن خرج معه, وهم: علي وفاطمة
والحسن والحسين عليهم السلام فقط دون غيرهم, وهو ما تسالم عليه علماؤنا
في كتبهم كما ورد ذلك في كتب السنة, منها:
صحيح مسلم:7/120،
مسند أحمد:1/185، صحيح الترمذي:5/596، خصائص أمير المؤمنين:48،
المستدرك على الصحيحين:3/150، فتح الباري في شرح صحيح البخاري:7/60،
المرقاة في شرح المشكاة:5/589، أحكام القرآن للجصاص: 2/16، تفسير
الطبري:3/212، تفسير ابن كثير:1/319، الدر المنثور:2/38، الكامل في
التاريخ:2/293، أسد الغابة:4/26، وغيرها من كتب التفسير والحديث
والتاريخ. |
|
س/ ما هي مصادر العامة حول مقولة عمر (إن الرجل
ليهجُر)؟
*************************************************************
ج/ إمنع
عمر من أن يكتب النبي صلى الله عليه وآله عند مماته كتاباً وقال: «إن
الرجل ليهجر» أو: «إن النبي غلبه الوجع», وهكذا بالفاظ أخرى مختلفة في:
صحيح البخاري 1/32، كتاب العلم/ باب كتابة العلم و4/7، كتاب المرضى/
باب قول المريض قوموا عني و4/271 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة / باب
كراهية الخلاف و2/178 كتاب الجهاد والسير / باب هل يستشفع إلى أهل
الذمة و4/62 باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب, صحيح مسلم
3/1259 كتاب الوصية / باب ترك الوصية و3/1257 كتاب الوصية / باب ترك
الوصية , مسند أحمد 1/24 و222 و3/346. |
|
س/ هل يجوز السجود لغير الله سبحانه وتعالى، وما
معنى سجود يعقوب وزوجته وأولاده الأحد عشر للنبي يوسف عليه السلام؟
*************************************************************
ج/
أولاً: السجود بعنوان
العبادة لا يجوز لغير الله تبارك وتعالى، ولكن يصح في حالات لا يصدق
عليه فيها سجود العبادة المعهودة، بل السجود طاعةٌ لأمر الله تعالى
تعظيمٌ للمسجود له كما في قوله تعالى: )وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ
اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ
وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ( البقرة: الآية 34، فهو امتثالٌ لأمر الله
تعالى وتعظيمٌ لآدم عليه السلام، وأما السجود المذكور في فرض السؤال
فهو من قبيل التعظيم ليوسف عليه السلام، لذا لا يصح إطلاق سجود العبادة
عليه: لأن الله تعالى: يعلم أن من ضمن الساجدين يعقوب النبي المعصوم
عليه السلام، فهل يعقل أنه يسجد لغير الله تعالى؟
ثانياً: في المقام
دليلٌ خاص دلّ على أن السجود لم يكن ليوسف، بل كان لله تبارك وتعالى
ويوسف كان محل التوجه في السجود كما نسجد نحو الكعبة لله تعالى، وفي
ذلك تعظيم ضمني لمن يسجد نحوه، فقد سئل يحيى ابن أكثم، موسى بن محمد بن
علي بن موسى، مسائل فعرضها على أبي الحسن علي بن محمد عليه السلام،
فكان إحداها أن قال: أخبرني أسجد ـ يعقوب وولده ليوسف وهم أنبياء؟
فأجاب أبو الحسن عليه السلام أما سجود يعقوب
وولده فإنه كان ذلك طاعةً منهم لله وتحيةً ليوسف كما أن السجود من
الملائكة لآدم عليه السلام كان منهم طاعةً لله وتحيةً لآدم، فسجد يعقوب
وولده ويوسف معهم شكراً لله تعالى لاجتماع شملهم، ألم تر أنه يقول في
شكره في ذلك الوقت، ربّ أتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث
فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً والحقني
في الصالحين. تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان، محمد الحسيني الشيرازي:
ج13، ص54، ط1، بيروت، وسائل الشيعة: ج4، ص986 الحر العاملي،
بحارالأنوار: ج12، ص251؛ تفسير العياشي: ج2، ص197. |
|
س/ لماذا سمي أولوا العزم بهذا الإسم؟
*************************************************************
ج/
إن أولي
العزم ذكرتهم الروايات الشريفة النبوية أو الواردة بنقل المعصومين عن
اجدادهم الطاهرين إلى النبي صلى الله عليه وآله هم سادة الأنبياء الذين
دارت عليهم الرحى وهم اصحاب الشرائع، ومن تلك الروايات الرواية
التالية:
مُحَمدِ بْن يَعقوب،
عَنْ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
خَالِدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ،
قَالَ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: قَوْلَ اللَّهِ
عَزَّ وَ جَلَّ: )فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ
الرُّسُلِ(؟ فَقَالَ: نُوحٌ، وَ إِبْرَاهِيمُ، وَ مُوسَى، وَ عِيسَى،
وَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وآله، قُلْتُ: كَيْفَ صَارُوا أُولِي
الْعَزْمِ؟ قَالَ: لأَنَّ نُوحاً بُعِثَ بِكِتَابٍ وَ شَرِيعَةٍ، وَ
كُلُّ مَنْ جَاءَ بَعْدَ نُوحٍ أَخَذَ بِكِتَابِ نُوحٍ وَ شَرِيعَتِهِ
وَ مِنْهَاجِهِ حَتَّى جَاءَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام بِالصُّحُفِ وَ
بِعَزِيمَةِ تَرْكِ كِتَابِ نُوحٍ لَا كُفْراً بِهِ فَكُلُّ نَبِيٍّ
جَاءَ بَعْدَ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام أَخَذَ بِشَرِيعَةِ
إِبْرَاهِيمَ وَ مِنْهَاجِهِ وَ بِالصُّحُفِ، حَتَّى جَاءَ مُوسَى
بِالتَّوْرَاةِ وَ شَرِيعَتِهِ وَ مِنْهَاجِهِ وَ بِعَزِيمَةِ، تَرْكِ
الصُّحُفِ وَ كُلُّ نَبِيٍّ جَاءَ بَعْدَ مُوسَى عليه السلام أَخَذَ
بِالتَّوْرَاةِ وَ شَرِيعَتِهِ وَ مِنْهَاجِهِ حَتَّى جَاءَ الْمَسِيحُ
عليه السلام بِالْإِنْجِيلِ وَ بِعَزِيمَةِ تَرْكِ شَرِيعَةِ مُوسَى وَ
مِنْهَاجِهِ فَكُلُّ نَبِيٍّ جَاءَ بَعْدَ الْمَسِيحِ أَخَذَ
بِشَرِيعَتِهِ وَ مِنْهَاجِهِ حَتَّى جَاءَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه
وآله بِالْقُرْآنِ وَ بِشَرِيعَتِهِ وَ مِنْهَاجِهِ فَحَلَالُهُ
حَلَالٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ حَرَامُهُ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ فَهَؤُلاءِ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ. (الفصول
المهمة، ج1، الحر العاملي، ص427) |