قائمة الإستفتاءات » إستفتاءات حول التوحيد

 

س/ ما الفرق بين الروح والنفس؟

*************************************************************

ج/ هذان اللفظان إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا، فالروح هي التي بها الحياة والنفس قد يراد بها ذلك وقد يراد بها النفس الأمارة وقد يراد بها النفس اللوامة.

 

س/ ما هو العرفان والزهد والعلوم الروحانية؟وما هي الكتب الملائمة لدراستها؟

*************************************************************

ج1/ العرفان هو علم يهتم بدراسة السير والسلوك إلى الباري عز وجل ودراسة صفاته وتجلياته من خلال منازل ومقامات يتجاوزها السائر للوصول إليه.

ج2/ ينبغي للمسلم التمسك بما ورد عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام) وإن أغلب هذه الكتب لا تخلو من إشكالات ويحتاج الصحيح منها إلى دراسة عدة مقدمات كي يتسنى له معرفة ما يراد بها.

 

س/ ما هو تعريف التوحيد؟

*************************************************************

ج/ التوحيد عند الشيعة هو ما جاء في سورة التوحيد، إذ جاء في الحديث الشريف: إن سورة التوحيد هي هوية الرب سبحانه وتعالى، وأيضاً على ما جاء في نهج البلاغة للإمام أمير المؤمنين عليه السلام وخاصّة الخطبة الأولى.

 

س/ ما معنى كلمة سبحانه؟ ومعنى: جل جلاله؟

 *************************************************************

ج/ معنى: «الله سبحانه وتعالى» أي: إن الله متنزه عن كل ما لا يليق به ومتعال عن النقص والظلم، لأن التسبيح معناه في اللغة التنزيه.

ومعنى «الله جلّ جلاله» هو: الإجلال يعني الإعظام، أي عظمة الله تعالى، وكل عظمة مهما كان حجمها وضخامتها فهي أعظم منها لأن الله عظيم القدر، تفوق عظمته كل العظماء، فهو الكمال المطلق، وغيره ناقص بالنسبة إليه سبحانه.

 

س/ هل يجوز إطلاق العلة على الله تعالى، أي: على ذاته؟

 *************************************************************

ج/ أسماء الله تعالى توقيفية، وليس فيها هذا الاسم. ولكن يحكم العقل بهذه الصفة، وذلك:

إن العقل يحكم بأن كل حادِث يحتاج إلى موجد، وأنه لابد من أن تنتهي سلسلة الإحتياج إلى موجد لا يحتاج إلى موجد في وجودِه فيحكم بأنه علة العلل، إذ لابد أن يكون أزلياً، وإلا لكان محتاجاً إلى موجد آخر بحكم المقدمة الأولى (كل حادث يحتاج إلى موجد).

 

س/ هل يجوز دعاء غير الله؟

 *************************************************************

ج/ لا يجوز دعاء غير الله تعالى ويجوز التوسّل إليه بالمقربين لديه، قال الله سبحانه: )وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ( الاعراف:180، لكن الله تعالى جعل أهل البيت عليهم السلام الوسائل إليه وندب إليها حيث قال عز من قائل: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( المائدة:35، ولذا قال أهل البيت عليهم السلام: نحن أسماء الله الحسنى. ونحن الوسيلة إلى الله. مكيال المكارم، ميرزا محمد تقي الاصفهاني: ج1، ص325ـ 326 وقال أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى: «وابتغوا إليه الوسيلة: أنا وسيلتُهُ» تفسير البرهان، ج3، ص387.

 

س/ إن لله سبحانه وتعالى الأسماء الحسنى كلها ولكن بعض الناس يستعملون هذه الصفات والأسماء كالجبار والقهار والمهيمن...الخ ويصبغونها بمفاهيم استبدادية لتخويف الناس والعوام وفرض السيطرة عليهم في أفكارهم وحركاتهم نرجوا بيان المفاهيم الصحيحة لهذه الأسماء والصفات الحسنى؟

 *************************************************************

ج/ إن المفهوم الصحيح لهذه الأسماء هي أن يكون استخدامها استخداماً حقيقيا، وهذا لا يتأتى لابن آدم حتى لوخلطها بمفاهيم دكتاتورية ليضيف عليها بعداً تخويفياً يحقق من خلاله السيطرة؛ وذلك لأن هذا الإستخدام لا يغيّر من الواقع شيئاً مادام الله سبحانه هو الجبار فوق كل جبار وهو القهّار فوق كل قاهر والمهيمن على كل مهيمن، وإطلاق هذه على الله سبحانه وتعالى إطلاقٌ حقيقيٌ لا مجازيٌ كما هو المذكور في فرض السؤال.

 

س/ لماذا نرى أن أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته مذكّرة؟ ولماذا نقول مثلاً هو الله ولا نقول هي الله؟ وبالجملة لماذا الضمائر كلها مذكرة وليست مؤنثة؟

 *************************************************************

ج/ اسم الله تعالى ووصفه مذكر باعتبار لفظهما، فلذا يرجع إليهما ضمير المذكر، أضف إلى ذلك: إن ضمائر التانيث وعلاماته خاصة بالأنثى ـ الحقيقي أو المجازي ـ أما ضمائر المذكر وعلاماته فإنها ليست خاصة بالمذكر، بل أعم من المذكر ومما ليس بذكر ولا أنثى لا حقيقة ولا مجازاً.

 

س/ لماذا خلق الله الخلق؟

 *************************************************************

ج/ لم يخلق الله تعالى الخلق عبثاً وباطلاً, وإنما خلقهم لعلّةٍ وحكمةٍ, وهو غير محتاج إليهم ولا مضطرّ إلى خلقهم, أشارت إلى هذا المعنى بعض الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة, كقوله تعالى: )وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ( سورة الذاريات: الآية 56.، وقوله تعالى: )وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ( سورة الحجر: الآية 85.، وقوله تعالى: )أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ( سورة المؤمنين: الآية 115.، وقوله تعالى: )وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ( سورة هود: الآية 7، وقوله تعالى: )الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ( سورة الملك: الآية 2، وكالحديث عن جعفر بن محمد بن عمارة, عن أبيه قال: «سألت الصادق جعفر بن محمد  صلى الله عليه وآله فقلت له: لم خلق الله الخلق؟ فقال: إنّ الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثاً ولم يتركهم سدىً، بل خلقهم لإظهار قدرته، وليكلّفهم طاعته فيستوجبوا بذلك رضوانه، وما خلقهم ليجلب منهم منفعةً، ولا ليدفع بهم مضرّةً بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم إلى نعيم الأبد»، كذلك عن عبد الله بن سلام مولى رسول الله  صلى الله عليه وآله قال: «في صحف موسى بن عمران عليه السلام: يا عبادي إنّي لم أخلق الخلق لأستكثر بهم من قلّة، ولا لآنس بهم من وحشةٍ، ولا لأستعين بهم على شيء عجزت عنه، ولا لجرّ منفعة ولا لدفع مضرّة، ولو أنّ جميع خلقي من أهل السماوات والأرض اجتمعوا على طاعتي وعبادتي لا يفترون عن ذلك ليلاً ولا نهاراً مازاد ذلك في ملكي شيء، سبحاني وتعاليت عن ذلك»، وكذلك روى هشام بن الحكم أن زنديقاً سأل الإمام أبي عبد الله عليه السلام: «لأيّ علة خُلق الخلق، وهو غير محتاج إليهم ولا مضطرّ إلى خلقهم، ولا يليق به العبث بنا؟

قال: خلقهم لإظهار حكمته، وإنفاذ علمه، وإمضاء تدبيره، قال: وكيف لا يقتصر على هذه الدار فيجعلها دار ثوابه ومحبس عقابه؟ قال: إنّ هذه دار بلاء، ومتجر الثواب، (وفي نسخة: ومنجز الثواب) ومكتسب الرحمة، مُلئت آفات وطبّقت شهوات ليختبر فيها عباده بالطاعة؛ فلا يكون دار عمل دار جزاء».

 

س/ ما هو أول شيء خلقه الله تعالى، هل هو القلم كما تقول العامة؟

 *************************************************************

ج/ تعدّدت الأقوال في أول مخلوق خلقه الله تعالى, وذلك لاختلاف الروايات الواردة في هذا المجال, وهي:

نور النبي: فعنه  صلى الله عليه وآله: «أول ما خلق الله نوري، ففتق منه نور علي عليه السلام، ثم خلق العرش واللوح، والشمس وضوء النهار، ونور الأبصار والعقل والمعرفة» بحار الأنوار: ج54، ص170، ح117.

روح النبي: فعنه  صلى الله عليه وآله: «أول ما خلق الله روحي» شرح أصول الكافي للمازندراني: ج12، ص11.

العرش: فعن ابن عباس: «أول ما خلق الله العرش فاستوى عليه» بحار الأنوار: ج54، ص314.

القلم: فعن الإمام الصادق عليه السلام: «أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، فكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة» تفسير القمّي: ج2، ص198.

الماء: فعن جابر الجعفي, قال: جاء رجل من علماء أهل الشام إلى أبي جعفر عليه السلام, فقال: جئت أسألك عن مسألة لم أجد أحداً يفسرها لي, وقد سألت ثلاثة أصناف من الناس, فقال كل صنف غير ما قال الآخر, فقال أبو جعفر عليه السلام: وما ذلك؟ فقال: أسألك, ما أول ما خلق الله عزّ وجل من خلقه؟ فإن بعض من سألته قال: القدرة, وقال بعضهم: العلم, وقال بعضهم: الروح, فقال أبو جعفر عليه السلام: ما قالوا شيء, أُخبرك أن الله علا ذكره كان ولا شيء غيره, وكان عزيزاً ولا عز, لأنه كان قبل عزه وذلك قوله: )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ( سورة الصافّات: الآية 180.، وكان خالقاً ولا مخلوق, فأوّل شيء خلقه من خلقه الشيء الذي جميع الأشياء منه, وهو الماء أصول كافي: ج1، ص21، ح14.

الهواء: في تفسير قوله تعالى: )وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء( سورة هود: الآية 7، وذلك في مبدأ الخلق إن الرب تبارك وتعالى خلق الهواء, ثم خلق القلم, فأمره أن يجري, فقال: يا رب بم أجري؟ فقال: بما هو كائن, ثم خلق الظلمة من الهواء, وخلق النور من الهواء, وخلق الماء من الهواء, وخلق العرش من الهواء, وخلق العقيم من الهواء, وهو الريح الشديد, وخلق النار من الهواء, وخلق الخلق كلهم من هذه الستة التي خلقت من الهواء قال القمي في تفسيره: ج1، ص322.

العقل: فعن رسول الله  صلى الله عليه وآله: «أول ما خلق الله العقل» بحار الأنوار: ج55، ص212.

ووجه التوفيق بين هذه الأخبار, هو: أن بعضها محمول على الأولية الإضافية, وبعضها على الحقيقة.

فأولية نور النبي  صلى الله عليه وآله حقيقية, وغيره إضافية نسبية.